تطرح في شهر رمضان، العدبد من الأسئلة من طرف المواطنين، خصوصا فيما يتعلق بتأثير الصيام على الأشخاص المرضى خصوصا والذين يعانون من مشاكل صحية عموما. وفي هذا الإطار، ولتقريب القراء من علاقة الصيام والصحة، قامت بيان اليوم بإجراء مجموعة من الحوارات القصيرة، مع أطباء من مختلف التخصصات، حول المشاكل الصحية أكثر شيوعاً في شهر رمضان وكيفية علاجها والتخفيف منها. بصفتكم طبيبا اختصاصيا في الأسنان، ماذا يمكنكم القول حول صحة الفم والأسنان خصوصا في شهر رمضان؟ يجب أولا وضع الأمور في إطارها الخاص، فالمواطنون المغاربة ترتفع عندهم نسبة التسوس وأمراض اللثة بشكل كبير، وهذا راجع بالأساس إلى قلة الوعي لديهم بصحة الفم، حيث لم يكن للمغاربة أي اهتمام بنظافة الأسنان سابقا، صحيح أنهم أصبحوا واعين اليوم بضرورة المحافظة عليها، لكن يجب أن لا ننسى أن الدولة لا تشجع على هذا الأمر من خلال التعويضات التي تمنحها شركات التأمين للمستفيدين من علاج الأمراض الفم، والتي تعتبر عددا من هذه الأمراض تدخل في العلاج التجميلي، في حين تشكل في نظري نوعا من الوقاية للعديد من الأمراض التي تهدد سلامة الفم. كما أن النساء أكثر عرضة لأمراض الفم مقارنة بالرجال بفعل التغيرات الهرمونية أثناء فترة الحمل. وبخصوص شهر رمضان، ليس هناك أي ارتباط بين صحة الفم والصيام، فحالة الفم الصحية هي عبارة عن تراكمات لسنة بأكملها، بل لسنوات، يلزم دائما الحفاظ على نظافة الفم و الاعتناء بصحة الأسنان بشكل مستمر ماهي فوائد الصيام بالنسبة للفم والأسنان؟ للصيام فوائد كبير على الجسم عامة، فآخر الدراسات أثبتت أن نسبة الانتحار تعرف تراجعا كبيرا عند المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل، مما يعني أن للصيام تأثيرات نفسية قوية. أما بخصوص صحة الفم، فشهر رمضان هو كذلك فرصة لكي يرتاح الفم قليلا من نمط الأكل خلال طول اليوم. لكن للأسف، يشكل الصيام بالنسبة لعدد كبير من الصائمين ضررا على صحة أسنانهم من خلال الكيفية التي يتعاملون بها مع الأكل عند الإفطار، فالعديد من الصائمين، مباشرة بعد آذان المغرب، يتجهون نحو شرب السوائل الباردة جدا، دون مراعاة لحرارة الفم، ما من شأنه أن يسبب ألما بالنسبة لمن يعاني من التسوس، أو يكون سببا في بداية التسوس بالأسنان . كيف يمكننا في نظركم الحفاظ على صحة الأسنان؟ سبق الذكر بضرورة الاهتمام بنظافة الأسنان، لكن يلزم الإشارة إلى الكيفية التي نقوم من خلالها بتنظيف أسنان، حيث يلزم استعمال فرشاة الأسنان بطريقة علمية وسليمة، حتى لا ينعكس الأمر عليها، يلزم أيضا الاعتدال في الأكل، فالشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده، كما يقول المثل العربي، كما يلزمنا تقليد الأوربيين في ما يعود على صحتنا بالنفع من خلال زيارة الطبيب مرة أو مرتين في السنة، ولا ننتظر حتى يصيب أسناننا التلف، بالإضافة لمراعاة حرارة الفم كما سبق وأن أشرت لذلك، بتجنب المأكولات الساخنة والباردة جدا. هناك العديد من الناس يعانون من مشكل رائحة الفم الكريهة خلال شهر رمضان كيف يمكن علاجها؟ هنا يجدر بنا أولا استحضار حديث نبينا محمد صلوات الله عليه، «رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك». فرائحة الفم يجب أولا تحديد مصدرها، إن كانت من الفم فالحل هنا سهل، وهنا أقول «الوقاية خير من العلاج»، ما يلزم الاهتمام بالنظافة أولا وأخيرا، من خلال استعمال خيط الحرير لازالت بقايا الأكل من الفم، التي في حال بقائها تفرز أحماضا والتي تختلط بإفرازات الغدد ما يعطي رائحة كريهة، هنا يمكن أن نفسر هذا الأمر من خلال بقاء الأكل خارج الحرارة التي يحتاجها كيف تصبح رائحته، فما بالك بالأكل داخل الفم، بالطبع ستكون الرائحة كريهة جدا. كما أن التسوس والتعفنات تكون أيضا مصدرا لتلك الرائحة، من خلال الثقوب التي تكون بالأسنان، والتي غالبا لا تستطيع الفرشاة إزالتها، بالإضافة إلى أمراض اللثة...وهنا يلزم زيارة الطبيب لعلاج كل هذه الأمراض. أما الرائحة الصادرة من جوف الإنسان، هنا لا دخل لطبيب الأسنان في علاجها، إذ يلزم زيارة الطبيب المختص في الجهاز الهضمي، لكن يجدر بنا الإشارة أن الأسنان غالبا ما تكون سببا في مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز. ماهي النصائح التي يمكن أن تسديها للصائمين؟ ج: الثقافة المغربية بعيدة عن نظافة الأسنان، يلزم الوعي بضرورة العناية بها لأنها مصدر العديد من الأمراض بالأخص أمراض الجهاز الهضمي، كما يجب التدرج في الأكل خلال وجبة الإفطار خلال هذا الشهر المبارك، وأن لا نكثر من الأكل حتى لا نزيد من تدهور الأسنان المريضة، وأن تكون بداية مرض بعض الأسنان أو الفم بصفة عامة. كلمة أخيرة أقول لكل مسلمي العالم عامة وللمغاربة خاصة، رمضان مبارك كريم . * طبيب جراحي للأسنان نائب رئيس المجلس الجهوي للجنوب لأطباء الأسنان