تطرح في شهر رمضان، العدبد من الأسئلة من طرف المواطنين، خصوصا فيما يتعلق بتأثير الصيام على الأشخاص المرضى خصوصا والذين يعانون من مشاكل صحية عموما. وفي هذا الإطار، ولتقريب القراء من علاقة الصيام والصحة، قامت بيان اليوم بإجراء مجموعة من الحوارات القصيرة، مع أطباء من مختلف التخصصات، حول المشاكل الصحية أكثر شيوعاً في شهر رمضان وكيفية علاجها والتخفيف منها. ماهي تأثيرات الصوم على صحة الإنسان بصفة عامة؟ لايختلف إثنان على أن الصيام وقاية من الأمراض، استنادا إلى قول رسول الله (ص)،»صوموا تصحوا»،و» الصيام جٌنّة/ وقاية». وقد تبث أيضا، أنه بناء على العديد من الأطروحات العلمية، فهناك فعلا علاقة وطيدة بين الصيام والصحة، لأن المصدر الأساسي للطاقة بجسم الإنسان هو الكليكوز، وخلال إمساك المرء عن الأكل والشراب ينزل مستوى السكر في الدم، ومع استمرار لحظة الإمساك عن الطعام يتحرك احتياط السكر المتواجد في الكبد. ومن أجل توفير الطاقة اللازمة يقوم الجسم بحرق الدهون مما يساعد على حفظ التوازن وانخفاض مستوى الكلسترول، ومع توالي أيام الصيام، يتم تخليص الجسم من السموم التي تراكمت خلال السنة، وتُنشط جميع الأعضاء.وعلاوة على هذا ، فزيادة مادة الاندروفين الناتجة عن الصيام تساعد هي الأخرى على تنبيه الذهن وتحسين الحالة النفسية للصائم وبذلك يؤكد الأطباء على أن الصوم يمنح راحة مهمة للكبد والجهاز الهضمي. وماذا بخصوص تأثير الصيام على الأمراض المزمنة؟ الأمر يقتضي أولا معرفة نوعية الأمراض وطبيعة التأثير نفسه، عما إذا كان ايجابيا أم سلبيا. فبعض الأمراض المزمنة كالسُّمنة والأمراض النفسية والأورام السرطانية، ومرض السكري المتوازن (الدرجة2) يكون تأثير الصيام عنها ايجابيا. على عكس مثلا الفشل الكلوي وفشل القلب وقرحة المعدة ومرض تختر الدم ومرض السكري غير المتوازن المصحوب بمضاعفات حيث يكون التأثير سلبيا، وغالبا ما يٌنصح المريض بها بعدم الصيام. ومضاعفات الصيام بالنسبة للمرأة الحامل والجنين ؟ بالنسبة للمرأة الحامل، أوكد في هذا الصدد، أن أغلبية الدراسات العلمية لم تُبين بشكل واضح تأثيرات الصوم على المرأة وخاصة منها التي تتمتع بصحة جيدة، فقط المطلوب بعد الصيام الحفاظ على تغذية متوازنة، على عكس الأطفال دون سن الرشد، الذين يوجدون في فترة نموّ وتحول سريع وأجسامهم في حاجة إلى النمو بشكل سليم، يستحسن عدم السماح لهم بالصيام، تفاديا للإجتفاف ونقص السوائل، وإن كان لابد من الصيام ، فيجب مراعاة سن الطفل وحالته الصحية ونوعية التغذية. يمارس أغلب الصائمين رياضة ما خلال شهر رمضان، مارأيكم في ذلك ؟ ،صحيح أن هذه ممارسة الرياضة تعتبر من الضروريات لاكتمال جسم الإنسان، لكن على الرياضي أن يعرف أنه خلال الصيام تنقص العديد من المواد الهامة بجسم الإنسان كالماء والسوائل وتنقص مادة الكليكوز أيضا كمصدر للطاقة، وفي هذه الحالة لا أعتقد أن ممارسة بعض الأنواع الرياضية التي تتطلب مجهودا كبيرا، سيكون مفيدا للجسم إلا إذا تمت ممارستها بعد حوالي ساعتين من الإفطار، وبذلك يبقى الأنسب خلال الصيام ،هو ممارسة حركات رياضية خفيفة في ظروف جوية مناسبة، يستحسن أن تكون قبل الإفطار بنصف ساعة. هل تشاطرون الرأي القائل، بأن شهر رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين؟ قبل الجواب على سؤالكم، أريد أن أشير إلى إحدى الظواهر التي أعتبرها خطيرة، وتهمّ المدخنين الذين يبتلعون سيجاراتهم فورا بعد آذان المغرب، وقبل تناول الطعام أو بعض المرطبات، وأريد التأكيد في هذا الصدد، أن التدخين بصفة عامة هو مُضر بالصحة والمواد المتواجدة به كلها سموم وجِدُّ مُسرطنة، والصائم المدخن الذي يقوم بهذه الممارسات يرمي بنفسه إلى التهلكة، لأنه يمنح رئته المتعطشة إلى الأوكسجين، الدخان وثاني اوكسيد الكربون، مما يساهم في خنق أنسجة جسمه، الذي يصاب بفقر الشهية وبسوء التغذية وبالهزال الشديد. ومن المحتمل جدا أن يصاب المدخن بقرحة المعدة التي قد تؤدي إلى ثقب بها، وحصول الفاجعة. وتفاديا لهذه الحالة، أوصى بضرورة الإقلاع عن التدخين، واعتبر شهر الغفران مناسبة ذهبية لتحقيق ذلك بالنسبة للمدخنين إذا ما توفرت العزيمة لد *خريج كلية الطب بالدار البيضاء، وعضو نشيط بجمعية بسمة لداء السكري والرئيس الحالي للمركز الصحي بمدينة سوق السبت أولاد النمة