تعيش منطقة ليساسفة بالحي الحسني بالدار البيضاء، واقعا مزريا ووضعا مأساويا، نتيجة سوء التدبير والتسيير. فأحياء الصفيح متناثرة في كل حدب صوب وتفريخ البراريك في واضحة النهار، دون مبالاة من قبل الجهات المسؤولة بالتوجيهات والمجهودات المبذولة وكذا الأموال الباهظة التي ترصد من طرف وزارة الإسكان وسياسة المدينة للقضاء على هذه الآفة. ونموذج لهذه العشوائية، دوار امقيليبة المتواجد بالقرب من مصنع «عزبان» عند مدار طريق الجديدة وشارع القدس بالدار البيضاء، هذا الدوار الذي يرجع تاريخ تشييده إلى سنة 1892، ولا زال قائما حسب تصريحات السكان بسبب تراجع شركة صوناداك عن التزاماتها بإعادة إيواء دوار امقيليبة بعد نزع الملكية للرسم العقاري الذي يتواجد فوقه الدوار، لبناء عمارات لفائدة سكان المدينة القديمة من أجل انجاز مشروع المحج الملكي، إلا أن الرياح تجري بما لتشتهي السفن، فشركة صوناداك تعرضت للإفلاس و الدوار تعرض للنسيان من طرف من تحملوا مسؤولية الدفاع على المستضعفين ولا يتذكرونه إلا في الانتخابات للحصول على أصواتهم. ومن جهة أخرى، عملية نزع ملكية العقار الذي توارثوه عن أجدادهم لفائدة شركة صوناداك، شابتها حسب تصريح الملاكين عدة خروقات ناهيك كثمن التعويض الذي لم تراع فيه ظروف الملاكين وحقوقهم المشروعة، الشيء الذي ساهم في تفكك أسر بعد حرمانهم من مصدر عيشهم عن طريق الفلاحة وتربية المواشي مند قرن من الزمن و الأكتر من ذلك تفويت بقع أرضية للغير بمبالغ خيالية. والحالة هذه، فإن سكان دوار امقيليبة يناشدون الجهات المسؤولة بالتحلي بروح المواطنة والمسؤولية، لإنصافهم وذلك بإعادة إيوائهم في إطار البرنامج الإقليمي لصون كرامتهم وانتشالهم من الوضع الذي أصبح لا يطاق وقطع الطريق على السماسرة واحتواء ظاهرة السكن غير اللائق وتحسين المشهد الحضري للمدينة.