ضغوطات على بنهيمة لاحتواء أزمة الوداد رغم أنه أعلن الرحيل وتراجع عنه مرارا، بات من المؤكد أن عبد الإله أكرم لن يستمر على رأس إدارة فريق الوداد البيضاوي، وسيترك الرئيس الغير محبوب من طرف الجماهير الودادية فرع كرة القدم بلا رجعة. ويمر الوداد بواحدة من أسوإ أزماته، إذ خرج من المنافسة على لقب البطولة الاحترافية كعادة في السنوات الأخيرة، وانفصلت عن عبد الرحيم طاليب، وتوترت الأجواء بين الجمهور واللاعبين إلى حد الاعتداء عليهم بمركب بنجلون. وحسب مصادر مطلعة، فإن أكرم قد اقتنع بقرار الرحيل عن القلعة الحمراء بسبب ضغوطات جهات نافذة، وهو ما ظهر جليا خلال غياب رئيس الوداد عن الجمع العام الانتخابي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الأحد الماضي. وتؤشر هذه المعطيات عن قرب اعتزال أكرم عالم التسيير الرياضي، خاصة أن تجربته مع الفريق الأحمر لم تكن ناجحة بشهادة الجميع، إذ لم يتمكن على مدار سنوات سوى من إحراز لقب البطولة الاحترافية مرة واحدة سنة 2006. وبقراره الرحيل، سيكون الجمهور الودادي ممثلا في فصيل «الوينرز» قد حققا انتصارا معنويا، بعدما شن حملة شرسة على أكرم لمطالبته بالرحيل منذ الموسم الماضي، لكن الرئيس الودادي رفض الرحيل في أكثر من مناسبة. وأكدت المصادر أن فعاليات ودادية ربطت الاتصال بإدريس بنهيمة رئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، من أجل إقناعه بالترشح لخلافة أكرم على رئاسة الفريق الأحمر، خاصة أنه يحظى بدعم كبير من المنخرطين. ويشغل بنهمية حاليا منصب نائب الرئيس بالفريق الأحمر ورئيس اللجنة التأديبية، وقد يوافق على رئاسة الوداد إذ حظي بإجماع المنخرطين، ويرغب في أن جميع الوداديين في صفه لإخراج الفريق من هذه المرحلة الصعبة. وأضافت ذات المصادر أن بنهيمة قد يستجيب لمطالب الودادين ليكون الرئيس القادم للوداد، لكن لمدة لن تتجاوز السنة قبل نقل الرئاسة إلى شخص آخر، مرجعة ذلك إلى التزامات الرجل الأول بمهامه كمدير لشركة الطيران. ويعول الوداديون على بنهيمة لينتشل الفريق من أزمته الحالية، بالنظر لتجربته في مجال التسيير الرياضي، إذ سبق له أن ترأس فريق أولمبيك خريبكة في التسعينات، وترأس أيضا لجنة ملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2006. على صعيد آخر، يبدو أن مشروع أكرم بالحفاظ على تواجده، وإن بشكل غير مباشر بفرع كرة القدم، عبر دعم كل من عثمان العنابي والبزيوي من أجل الترشح للرئاسة وخلافته على رأس إدارة الوداد، مهدد بالفشل. وجاء هذا بعدما أعلن العنابي بمعية البزيوي اللذين اجتمعا مع أكرم في وقت سابق، تراجعهما عن قرار الترشح لرئاسة الوداد، بسبب ضغوطات أسرية دعتهما للابتعاد عن التسيير الرياضي والمشاكل المرافقة له، كما حصل مع أكرم. يذكر أن عبد الإله أكرم سيظل مرتبطا بالوداد البيضاوي، حتى إذا قام بفك ارتباطه مع فريق فرع كرة القدم، على اعتبار أنه يرأس المكتب المديري للفريق الأحمر.