أعرب فنانون تشكيليون عرب وأجانب شاركوا في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية «ألوان آسفي»، خلال الفترة الممتدة ما بين 2 و6 أبريل الحالي، عن تطلعهم لامتداد هذه التظاهرة الفنية إلى بلدانهم. وأوضحت هيلين فيخل الفنانة التشكيلية السويدية أن التجربة الفنية التي عاشتها من خلال مشاركتها في هذا المهرجان جعلتها تفكر في خلق امتدادات لهذه التجربة نحو بلدها وفي منطقة الأندلس على الخصوص، حيث تنشط في مؤسسة «كولتورا للثقافة والفنون». وأشارت بهذا الصدد إلى أن الرغبة في خلق امتدادات لهذا المهرجان الذي جمع بين فنانين من المختلف الجنسيات نابعة من كون أوروبا تعيش حاليا حالة انغلاق وأن مواكبتها لأنشطة هذه التظاهرة الفنية سواء من خلال المشاركة في الجداريات أو في الأوراش واللقاءات الفكرية المبرمجة أو مع عموم ساكنة المدينة جعلتها تقتنع بأهمية امتداد هذا الإشعاع إلى مناطق أخرى. وعبرت، على هامش حفل اختتام المهرجان مساء أمس الأحد، عن مشاعرها القوية اتجاه المغرب الذي تزوره لأول مرة واتجاه الساكنة المحلية. ومن جانبه أكد الفنان التشكيلي الأمريكي رودي فيخل من ولاية (كاليفورنيا) في تصريح مماثل أن فرصة مساهمته في تنشيط فقرات المهرجان الدولي «ألوان آسفي» مكنته من الاستفادة من تجارب باقي الفنانين المشاركين في التظاهرة وأن عطاءاته في هذا المضمار لا يوازيها إلا ما أخذه من معارف من زملائه الفنانين، خاصة المغاربة منهم. وأضاف من جهة أخرى أنه لمس من خلال علاقاته العامة مع الشباب المشارك في المهرجان أن لديهم طاقات إبداعية في مجالات فنية متنوعة بإمكانها أن تعزز المشهد الفني المحلي والوطني. وأبرز أيضا الدور الجمالي الذي خلفته لديه مشاركته في إنجاز اللوحة التركيبية على إيقاعات موسيقى «العيطة» التي أدتها فرقة الشيخ جمال الزرهوني وعابدين وولد الصوبة. ونوه الفنان التشكيلي هشام أحمد بنجاي من المملكة العربية السعودية بالأجواء الاجتماعية والفنية لهذه التظاهرة التي يشارك فيها لأول مرة، مركزا على العمق التاريخي لمدينة آسفي وآثار هذا العمق على الساكنة من حيث الانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات إلى جانب البساطة والتواضع الذي يتحلى به المنظمون والسلطات العمومية، خاصة في مجال التواصل. وأشاد من جهة أخرى بتعدد المهرجانات الثقافية بمختلف أنحاء المملكة، والتي تعد برأيه دليلا على التعددية اللغوية والتضاريسية والثقافية والمناخية للمغرب، والتي لا توجد على حد تعبيره في أي بلد آخر، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية الامتدادات التي يمكن أن تخلفها هذه التظاهرة في أقطار أخرى. وأشادت الفنانة التشكيلية الجزائرية رشيدة عجال بهذا المهرجان سواء من الناحية التنظيمية واستقبال الضيوف المشاركين، مؤكدة على أن هذه التظاهرة تعد سدا للفراغ الذي تعاني منه العديد من البلدان في الوطن العربي، خاصة في هذا المجال. وأضافت أن هذه المناسبة أتاحت لها فرصة التعارف مع فنانين ونقاد في الفنون التشكيلية وهو ما يفتقد بالنسبة إليها في جل المعارض والمحطات الفنية التي شاركت فيها قبل عدة سنوات. ونوهت بإيجابية الفكرة التي أطلقها الفنان التشكيلي المغربي عبد الفتاح الجابري خلال هذه التظاهرة والقاضية بالعمل على خلق إطار لتنظيم مهرجان مغاربي للفنون التشكيلية، وذلك على ضوء النجاحات التي تشهدها مهرجانات مماثلة من بينها المهرجان الأخير بآسفي. وشارك في الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية «ألوان آسفي» الذي نظمته جمعية دار الفنون بشراكة مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة فنانون من الولاياتالمتحدةالأمريكية والسويد وفرنسا وإنجلترا ومصر والسعودية وتونس والجزائر وليبيا والبحرين. وشهد فقرات برنامج المهرجان عددا من الأنشطة منها على الخصوص رسومات جدارية بإحياء من المدينة ولقاءات مع الطالبات والطلبة وندوة حول الفنون التشكيلية وتنظيم زيارة فنية لمؤسسات اجتماعية وإنجاز لوحة تركيبية على أنغام الموسيقى الشعبية المحلية. وتم تنظيم هذه التظاهرة بدعم ولاية جهة دكالة عبدة والمجلسين الجهوي والبلدي والمكتب الشريف للفوسفاط والمركز الجهوي للاستثمار ومؤسسات من القطاعين العام والخاص.