القادة العرب يشيدون بجهود جلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس اختتمت القمة العربية الخامسة والعشرون أشغالها أمس الأربعاء في الكويت بقراءة «إعلان الكويت» الذي تضمن إشادة القادة العرب بجهود ملك المغرب على رأس لجنة القدس وتثمينهم لعمله، كما استعرض الإعلان، الذي اعتمده القادة ورؤساء الوفود، مختلف القرارات التي صادقت عليها القمة بشأن القضايا السياسية العربية ومكافحة الإرهاب وتعديل ميثاق الجامعة. وبحسب مراقبين، فقد نجحت الكويت، وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في إنهاء القمة من دون عقبات أو توترات. وقال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اختتام القمة أمس، بأن قمة الكويت كانت «دورة ناجحة بكل المعايير». وتعهد القادة العرب، من خلال «إعلان الكويت»، بالعمل بعزم لوضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار المثمر والبناء وإنهاء كافة مظاهر الخلاف عبر المصارحة والشفافية في القول والفعل، كما جددوا التأكيد على العمل لإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة وبصيرة منفتحة. وقال «إعلان الكويت» بأن قادة الدول العربية يجددون الالتزام بتوفير الدعم والمساندة للدول الشقيقة التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من أجل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية وتوفير العون المادي والفني لها. وقال القادة العرب في «إعلان الكويت» إن ذلك يهدف إلى تمكين الدول الشقيقة من إنجاز المرحلة الانتقالية على نحو آمن ومضمون لبناء مجتمع يسوده الاستقرار على أسس قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والإنصاف وبناء مؤسسات كفؤة وفعالة تكون قادرة على تثبيت السلم الأهلي وتحقيق التقدم الاجتماعي وإحداث التحولات العميقة في المجتمع التي تؤدي إلى النهوض بالدولة واضطراد عملية النمو الاقتصادي، مؤكدين حرصهم الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية والترابية. وسجل الإعلان على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية لشعوب الأمة العربية، ما يجعل القادة العرب يتعهدون بتكريس كافة جهودهم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من يونيو 1967، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرارات مجلس الأمن 242و338 و1397 وفى إطار مبادرة السلام العربية وقرارات القمة العربية ذات الصلة وبيانات وقرارات الاتحاد الأوروبي وعلى نحو خاص بيان بروكسيل التي تؤكد جميعها على حل الدولتين وإرساء السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. ودعا القادة العرب مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الآليات العملية لحل الصراع العربى - الإسرائيلي بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل الشامل في المنطقة على أساس حل الدولتين وفقا لحدود عام 1967. ودعا «إعلان الكويت» إلى احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتثمين جهوده فى مجال المصالحة الوطنية، مشددا على ضرورة احترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية والالتزام بوحدة القرار والتمثيل الفلسطيني. وأكد القادة العرب على أن المصالحة الوطنية الفلسطينية تمثل الضمانة الحقيقية الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال الوطني، داعين إلى تنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة في عام2011. ومن جهة ثانية، جدد «إعلان الكويت» مساندة القادة العرب لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل، ودعا المجتمع الدولي لتنفيذ قراراته بهذا الصدد، ثم عبر عن التضامن الكامل مع لبنان، بما يحفظ لها وحدتها الوطنية واستقرارها وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها، مشيدا بالدور الوطني للجيش اللبناني والقوى الأمنية في صون الاستقرار والسلم الأهلي. وبالنسبة لسوريا، جدد «إعلان الكويت» تأييد العرب لمطالب الشعب السوري في الحرية والديموقراطية والعدل والمساواة، ومن أجل إقامة نظام ديمقراطي من دون إقصاء أو تمييز، كما عبر عن دعم القادة العرب الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري، ومطالبتهم النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين، ووضع حد نهائي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح... ويشار إلى أن مقعد سوريا بقي فارغا أثناء قمة الكويت، وفق قرار عربي سابق، لكن رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا ألقى كلمة أمام القمة من دون أن يشغل المقعد السوري، وطلب منه مواصلة استكمال باقي الإجراءات الفنية والقانونية لتفعيل القرار السياسي بخصوص العضوية. وهو ما شدد عليه الأمين العام للجامعة نبيل العربي، أمس، بعد انتهاء القمة، حيث قال للصحفيين بأن القرار السياسي لازال قائما بشأن تمثيلية الائتلاف، ولكن هناك حاجة لإنهاء كل الاشتراطات القانونية والتقنية وفق أنظمة وقواعد الجامعة، مضيفا أن الائتلاف سيكون حاضرا خلال الاجتماع الوزاري العربي لشتنبر المقبل. وبعد أن جدد «إعلان الكويت» التأكيد على المواقف العربية بخصوص مختلف القضايا القطرية والإقليمية المعروفة، شدد على الإدانة الحازمة للإرهاب بجميع أشكاله وصوره وتجلياته، ثم دعا إلى تقوية التضامن العربي، واعتماد العمل الاقتصادي والاجتماعي المشترك بوصفه الركيزة الأساسية للتعاون العربي، وحث على متابعة الإصلاح المؤسسي والهيكلي لمنظومة العمل العربي المشترك.