شكل مهرجان إيمنتانوت للمهاجر(أمزواك) حدثا بارزا لتمتين صلة المغاربة المقيمين بالخارج بوطنهم وتعزيز تشبثهم بأصولهم ومسقط رأسهم. فقد عاشت مدينة إيمنتانوت، الغنية بالمناظر الطبيعية والعمرانية والحافلة بتاريخها وموروثها الثقافي والفني، خلال الفترة مابين 26 و 31 يوليوز الماضي على إيقاعات الدورة السادسة للمهرجان، الذي يعتبر فضلا عما يحفل به من جوانب ثقافية وفنية ورياضية وانسانية، موعدا سنويا لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المتحدرة من المنطقة، لإحياء الرحم مع أقربائهم وذويهم. وشكلت التظاهرة لهؤلاء فضاء لتمتين العلاقات الإنسانية والأسرية وتقوية أواصر الصداقة، وكذا مناسبة للمشاركة في مختلف المبادرات والمساهمة بشكل إيجابي في الجهود التنموية سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني. ومن جهة أخرى، توخى هذا المهرجان، الذي نظم دورته السادسة منتدى إيمنتانوت للثقافة والفنون تحت شعار» دورة أعلام أحواش إمنتانوت» ، العمل على إحياء الفن الأمازيغي في تنوعه وغناه وتمكين مغاربة المهجر من بناء قنوات التواصل والاتصال الدائم وتسهيل التبادل الثقافي بين الأجيال. وأكد طه حسين بوروة عن اللجنة المنظمة للتظاهرة، في تصريح بالمناسبة، أن مهرجان إيمنتانوت للمهاجر يلعب دورا أساسيا في النهوض بالجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياحي للمدينة، وهو ما تجلى في الدينامية التي عاشتها المنطقة أثناء تنظيم هذه التظاهرة. وأضاف أن الاقتصاد المحلي يستفيد من هذه التظاهرة كالمقاهي والمطاعم والنقل والتجار، بالإضافة إلى الصناع التقليديين، مبرزا أن المهرجان يساهم في إحياء بعض الأعمال التجارية الصغيرة ويعمل على تثمين المنتوج المحلي خاصة الصناعة التقليدية. وأبرز بوروة أن مهرجان إيمنتانوت يكتسي قيمة ثقافية وفنية كبرى بالنظر إلى مكانة مختلف الفرق الموسيقية والفلكلورية المشاركة الرائدة في هذا المجال، خاصة « أحواش إيمنتانوت»، التي اكتسبت شهرة على الصعيدين الوطني والدولي. وقال إن هذه التظاهرة تشكل كذلك مناسبة للجمهور ومحبي هذا الفن الشعبي للاستمتاع بعين المكان بالفن الأمازيغي وترديد أشعاره، علما بأن هذه المنطقة ساهمت، ومنذ قرون، في المحافظة وتثمين هذا الموروث الغني الذي يعتبر أحد المكونات الأساسية للهوية المغربية ورمزا للتنوع الذي يميز المغرب. وجدد تأكيده على أن اللجنة المنظمة لهذا المهرجان ستلتزم في الدورات المقبلة بالانفتاح أكثر على كل الألوان الموسيقية، وتشجيع الفنانين الشباب وتنويع فقرات المهرجان، معتبرا أن إعداد برمجة متوازنة ومبدعة كفيلة بضمان الاستمرارية لهذه التظاهرة, وتمكينها من احتلال المكانة اللائقة بها بين التظاهرات الفنية السنوية التي تعرفها المملكة. كما شكل مهرجان إيمنتانوت للمهاجر فرصة للتضامن مع الأسر المعوزة والتخفيف من معاناتها، حيث تم إيلاء عناية خاصة بهذه الشريحة من المجتمع من خلال تنظيم حملة طبية متعددة التخصصات. ولتشجيع التمدرس وتحفيز التلاميذ المتفوقين، جرت بهذه المناسبة، عملية توزيع جوائز الاستحقاق على 31 تلميذا يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية بإيمنتانوت، الذين حصلوا على أعلى المعدلات خلال السنة الدراسة المنصرمة. الى ذلك شاركت العديد من الفرق الشعبية في تنشيط فقرات هذه الدورة، التي نظمت بتعاون مع المجلس البلدي لمدينة ايمنتانوت، منها مجموعات «تاسكوين» وأحواش وأحيدوس وسمفونية الروايس، ومجموعات غنائية محلية وأخرى وطنية مثل لجواد، والسهام، والفنانة فاطمة تبعمرانت وعائشة تشنويت والرايس أعراب اتيكي، علاوة على مجموعة «ميزان هوارة « وأحيدوس وأكلاكال تلوين, والركبة لزاكورة وقلعة مكونة. كما تضمن برنامج هذه التظاهرة بالإضافة إلى السهرات الفنية، تنظيم ندوة حول أعلام أحواش إيمنتانوت، بالإضافة إلى أنشطةأخرى متنوعة.