نبيل بنعبد الله: الشباب مطالب بالانخراط بقوة وبكثافة في العمل السياسي من أجل الإسهام في بناء مغرب الحداثة والتقدم المجتمعي أمين الصبيحي: استحالة تحقيق أي مشروع إصلاحي دون أن يكون مندرجا ضمن مشروع مجتمعي واضح المعالم يأخذ بعين الاعتبار المسألة الثقافية دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، الشباب المغربي إلى الانخراط بقوة وبكثافة في العمل السياسي والعمل الجمعوي من أجل الإسهام في بناء مغرب الحداثة والتقدم المجتمعي. وأضاف نبيل بنعبد الله الذي كان يتجاوب مع أسئلة مجموعة من الشباب في لقاء تواصلي سياسي وفني نظمه حزب التقدم والاشتراكية، مساء أول أمس بالرباط، أن الدستور الجديد أفرد مكانة خاصة ومتميزة للشباب وللعمل الجمعوي الذي أصبح شريكا حقيقيا في تدبير الشأن العام المحلي والوطني. وكان الشباب الذي حضر بكثافة خلال هذا اللقاء الذي أداره بكل حنكة واقتدار الفنان عبد الكبير الركاكنة والفنانة بشرى أهريش، قد تفاعل مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من خلال طرح أسئلة هي في غالبيتها مرتبطة بالراهن السياسي وخاصة ما جاء في الخطاب الملكي لعيد العرش. وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي في معرض جوابه على أسئلة الشباب «إن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش يوجه رسائل واضحة إلى الطبقة السياسية المغربية ويحثها على العمل من أجل طي صفحة وفتح أخرى جديدة». وأضاف بنعبد الله أن المرحلة الأخيرة تميزت بسيادة خطاب غريب عن المشهد السياسي وساد فيها تبادل التهم والسب والقذف فيما بين مكونات الأغلبية الحكومية التي فضل بعضها أن يعطي الأسبقية لأجندته السياسية على حساب المصلحة العليا للوطن والشعب. وذكر بنعبد الله أن الخطاب الملكي أكد انطلاق الإصلاحات الجارية منذ 15 سنة أي منذ حكومة التناوب التوافقي، لتدعيم الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات والأوراش الكبرى، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية معتز بمضمون الخطاب الملكي الذي أكد على أن الحكومة الحالية يجب أن يترك لها المجال للعمل والمضي قدما في الإصلاح، خاصة بعد استقالة وزراء حزب الاستقلال. وبخصوص مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة الحالية، ذكر نبيل بنعبد الله بالسياق السياسي الوطني والإقليمي الذي أسس للتجربة الحكومية الحالية التي انبثقت من انتخابات أقر الجميع بنزاهتها. وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية «إن الذين يشكون في قدرة الحكومة المنتخبة على الإصلاح، هم الذين يقفون ضد الإصلاح للاستفادة من وضعية الجمود الذي تعرفه البلاد ومن الامتيازات مؤكدا عزم حزب التقدم والاشتراكية الذي يحتفل اليوم بمرور 70 سنة على تأسيسه، الوقوف ضد هذا التيار الذي يريد أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء. واعتبر الأمين العام ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة أن مشاركة الحزب في الحكومة قامت على أساس برنامج حكومي منسجم مع تصورات ومقاربات حزب التقدم والاشتراكية. وفي موضوع آخر، طرحه الشباب على وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، أكد هذا الأخير أن المغرب احتفل مؤخرا بإعلان 48 مدينة مغربية كمدن بدون صفيح من أصل 85 مدينة مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يتم نفس الشيء بالنسبة ل 13 مدينة أخرى خلال نهاية السنة الجارية. وعبر بنعبد الله عن أسفه لوجود عدد من المدن الكبيرة التي لا زالت تحتضن مدن صفيحية كالدار البيضاءوسلاوالرباط وتمارة وغيرها من المدن الكبرى، مشيرا إلى أن ذلك يرجع لعدة عوامل أبرزها العلاقات الاجتماعية المعقدة والمضاربات والرشوة. وأكد أنه من غير المقبول أن يترك السكن غير اللائق كذلك والمهدد بالانهيار والسكن العشوائي وغيره من أنواع السكن غير القانوني دون معالجة ترقى إلى مستوى تطلعات المجتمع المغربي. من جانبه، أكد محمد الأمين الصبيحي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وزير الثقافة، أن القيمة المضافة التي جاء بها الحزب خلال تدبيره لقطاع الثقافة هي جعل الثقافة في صلب القرار السياسي وربطها بالمجال التنموي، وتمكين كل المناطق والجهات بالمغرب من حق الولوج إلى الثقافة من خلال بناء المركبات الثقافية والمسارح ودعم الكتاب والقراءة سواء على مستوى اقتناء الكتب او إحداث المكتبات ونقط القراءة وتجهيزها، بالإضافة إلى الاهتمام بالتراث الثقافي. وأضاف أمين الصبيحي الذي كان يجيب بدوره على أسئلة الشباب، أن الوزارة وضعت استراتيجية واضحة للمغرب الثقافي 2020، وأوضخ وزير الثقافة استحالة تحقيق أي مشروع إصلاحي دون أن يكون مندرجا ضمن مشروع مجتمعي واضح المعالم يأخذ بعين الاعتبار المسألة الثقافية التي تقع في صلب العملية التنموية باعتبارها هي الأصل وهي التي تحدد باقي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وجاء تأكيد الوزير على البعد التنموي للثقافة باعتبارها قطاعا منتجا انطلاقا من تعريفه لمفهوم الثقافة بما هي منظومة متكاملة تضم النتاج التراكمي للإبداعات والابتكارات التي تصنعها الأجيال وتشمل كل مجالات الإبداع والفنون والآداب والعلاقات الانسانية وغيرها٬ والتي ترسم وتشكل ملامح وسمات الهوية المادية والروحية للأمة بين باقي الأمم ومنتجة للقيم التي تتأسس عليها الأمة كالمواطنة والمسؤولية والانفتاح والحرية وما إلى ذلك من القيم المؤسسة. من جانبها، أفادت النائبة كجمولة بنت أبي عضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيسة لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أن تقرير المهمة الاستطلاعية التي قامت بها اللجنة البرلمانية لقنوات القطب العمومي سيعرض على البرلمان خلال دورة أكتوبر المقبل. وباعتباره مستشارا جماعيا بمجلس مدينة الرباط، حث أنس الدكالي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وعضو فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، الشباب على أن لا يبقى في موقف المتفرج على ما يجري في المشهد السياسي الوطني، وأن يشارك بشكل إيجابي وجماعي في الحياة السياسية والجمعوية. وحول موضوع نفايات الرباط، ذكر أنس الدكالي أن جمع نفايات العاصمة سيعرف في المستقبل حلا نهائيا على اعتبار أن المجلس توافق على تفويض قطاع النظافة إلى شركة مغربية مختلطة عوض شركة أجنبية ويطمح من خلال ذلك إلى أبراز قدرة الفاعل الوطني على القيام بمثل هذه المهام التي عادة ما تقوم بها الشركات الأجنبية التي تنتشر في المدن المغربية. هذا اللقاء الساهر الفني الذي قام بتنشيطه الفنان عبد الكبير الركاكنة والفنانة بشرى أهريش، حضره جمهور غفير من الشباب القادم من الرباط ومن سلا وتمارة، استمتع وتجاوب مع الفقرات الفنية الشبابية لأغاني الراب، وأبرز أن هذا اللقاء الفني الذي نظم نحت شعار «انفتاح دائم على الشباب» أن الشباب المغربي له من القدرة ما يكفي على الإسهام في البناء والعطاء وأنه عكس ما يحاول البعض ترويجه على الشباب، أنه مبال بالسياسة وما يعتمر المشهد السياسي الوطني.