الجيش المصري يدعو السياسيين للتهدئة ويؤكد احتمال تدخله في حال الفوضى وجه الجيش المصري تحذيرا قويا للفصائل السياسية المتناحرة ودعا إلى التوصل لتوافق من أجل حل أزمة سياسية تتصاعد قائلا انه قد يتدخل لفرض الأمن والنظام ولن يقف صامتا إذا تدهور الوضع وتحول إلى صراع خلال مظاهرات تدعو المعارضة لتنظيمها الأسبوع القادم. جاء التحذير بعد تصاعد التوتر خلال اليومين الماضيين ومقتل رجلين وصفتهما جماعة الإخوان المسلمين بأنهما « شهيدان» في إشارة إلى أنهما من أنصار التيار الإسلامي. كما جاء التحذير بعد مقتل أربعة مصريين من معتنقي المذهب الشيعي قتلوا مساء أمس في إحدى القرى الواقعة بالجيزة (على أطراف القاهرة الكبرى) بعد أن هاجمهم الأهالي احتجاجا على إقامتهم لحفل ديني وفق مذهبهم. وأفادت بوابة « الأهرام» الإخبارية أن فريقا من النيابة العامة انتقل إلى أحد المستشفيات لمعاينة جثث الضحايا الأربع الذين سقطوا في الاشتباكات التي شهدتها زاوية أبو مسلم بالجيزة. وأضاف المصدر نفسه أن فريقا آخر من النيابة العامة انتقل لمعاينة 5 منازل أشعل الأهالي بها النيران قبل أن تمكنت قوات الحماية المدنية من إخمادها. وأوضحت « بوابة الأهرام» أن التحريات الأولى للشرطة أفادت بأن أن شخصا يدعى حسن شحاتة ( أحد أبرز المتحدثين باسم معتنقي المذهب الشيعي في مصر ) حضر من محافظة الشرقية، وبصحبته 15 شخصا آخرين، وأقاموا حفلا وفق المذهب الشيعي داخل أحد المنازل بالقرية مما أثار حفيظة السكان. ويوضح تحذير الجيش المصري الذي أصدره وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي بجلاء أن القوات المسلحة في مصر قوة مستقلة بعد عام من قيام العسكريين بتسليم السلطة للرئيس محمد مرسي وحكومة مدنية. وفاز مرسي في أول انتخابات رئاسية تلت انتفاضة شعبية أطاحتم طلع 2011 بالرئيس السابق حسني مبارك الذي جاء من صفوف الجيش. وقال السيسي في تصريحات انه لن يسمح «بالتعدي» على «إرادة الشعب المصري». وأضاف أن السياسيين يجب أن يستغلوا الأسبوع المتبقي على موعد المظاهرات المناهضة للرئيس محمد مرسي يوم 30 يونيو للسعي لتسوية خلافاتهم. وقال مصدر عسكري أن الاشتباكات والمشاحنات وتبادل تخريب الممتلكات في الأيام الماضية كان سببا في التحذير الذي أصدره الجيش. واجتمع مرسي مع السيسي في لقاء وصفه متحدث باسم الجيش بأنه يأتي ضمن المشاورات الدورية بينهما. ولا يبدو أن هناك تهديدا مباشرا لمرسي من الجيش الذي يبدو أنه يقبل الوضع الدستوري الجديد للرئيس. ووصف مصدر رئاسي التصريحات بعد الاجتماع بأنها «ايجابية». لكن تصريحات السيسي تمثل ضغطا إضافيا على مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها لقبول إدخال معارضين إلى عملية مواجهة مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية. ورحب ليبراليون بالتصريحات لكنها تمثل ضغطا عليهم للتخلي عن حملة للإطاحة بالرئيس المنتخب. ولا يريد الإسلاميون أو منافسوهم العودة إلى حكم سانده الجيش استمر 60 عاما. ويحترم معظم المصريين الجيش. وقال السياسي انه سيدافع عن الديمقراطية ويعتقد محللون كثيرون أن الجيش الذي يحوز مصالح اقتصادية كبيرة راض بوضعه الجديد. وقال ناثان براون وهو خبير في شؤون مصر بجامعة جورج واشنطنا لامريكية « الجيش يحاول ارسال اشارة الى الجانبين.» وأضاف أن « هذا التصريح يرضي طرفا أكثر مما يرضي الآخر» لان عناصر في المعارضة حبذت نزول الجيش ضد الإسلاميين. ويقول النشطون والسياسيون الداعون للمظاهرات إنهم يطالبون مرسيبالاستقالة لفتح الطريق أمام انتخابات رئاسية مبكرة. وقال السيسي في التصريحات التي نشرتها الصفحة الرسمية للمتحدث باسم القوات المسلحة « يخطيء من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه.» وتعد تصريحات السيسي من أقوى ما أصدره الجيش من تحذيرات منذسلم السلطة الى مرسي وحكومة مدنية نهاية يونيو حزيران العام الماضيبعد أول انتخابات رئاسية تلت انتفاضة 2011 . وقال السيسي «القوات المسلحة تدعو الجميع دون أي مزايدات الى ايجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها.»وأضاف « القوات المسلحة تجنبت الدخول في المعترك السياسي الا أن مسؤوليتها الوطنية والاخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر الى اقتتال داخلي.»