حماية ووقاية للأم والطفل من الأمراض من المعلوم أن الرضاعة الطبيعية مفيدة لنمو طبيعي للطفل، وبذات القدر مفيدة للأم والدولة، إذ أنها قد تمنع مئات الآلاف من الإصابات بسرطان الثدي وأمراض أخرى وإهدار مليارات الدولارات كتكلفة ناجمة عن ذلك. وكشفت دراسة جديدة أن المرأة التي ترضع وليدها رضاعة طبيعية لمدة لا تقل عن ستة أشهر تقلل خطر وفاتها بالسرطان بنسبة 10%. وتوصي منظمة أبحاث السرطان العالمية في بلجيكا المرأة التي لديها أطفال بإرضاعهم رضاعة طبيعية فقط لما لا يقل عن ستة أشهر. وقد كشفت الدراسة أن الأمهات اللائي كن يفعلن ذلك انخفض لديهن خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 10% وقلّ لديهن احتمال الوفاة من أمراض القلب الوعائية بنسبة 17%. وطبقاً لبحث آخر نشر في دورية «طب أمراض النساء والولادة» فإن التزام الأم بالإرشادات التي توصي بإرضاع الطفل حتى بلوغه عاما واحد، قد تمنع نظرياً 5 آلاف حالة إصابة بسرطان الثدي، وقرابة 54 ألف إصابة بارتفاع ضغط الدم، ونحو 14 ألف إصابة بالنوبة القلبية سنوياً. ويؤدي تفادي الإصابة بتلك الأمراض لتوفير 860 مليون دولار، بحسب الدراسة الأمريكية التي اقتصرت على الولاياتالمتحدة وقام بها باحثون من جامعة هارفارد، طبقاً لمجلة «التايم». وقال الباحثون «هناك الآلاف من حالات الأمراض والوفيات التي يمكن تفاديها.. علينا بذل المزيد لدعم النساء حتى يتمكنّ من إرضاع أطفالهن لفترة كافية.» وقاية من السكري وتشير الطبيبة الألمانية كريستينا غراف عضو فريق الدراسة الأولى التي أنجزت في بلجيكا إلى أن إصابة الأم بسكري الحمل تتسبب في ارتفاع خطر تعرضها للإصابة بالسكري طوال حياتها بعد ذلك، إلا أنه يُمكن للأم الحد من خطر إصابتها بالسكري من خلال إرضاع طفلها بعد الولادة. ويُمكن للأم ضمان الحماية لنفسها بشكل مثالي، إذا ما قامت بإرضاع طفلها بشكل كامل طوال الستة أشهر الأولى من عمره أو إلى بداية الشهر الخامس على الأقل، مع الاستمرار في إرضاعه بشكل إضافي بعد البدء في تقديم الأطعمة الصلبة له. وتشمل التوصيات أيضاً محافظة المرأة على قوامها قدر الإمكان دون أن تكون أقل من الوزن العادي. ممارسة الرياضة لنحو 30 دقيقة يومياً. التقليل من الأطعمة المالحة والمعلبة واللحوم الحمراء. أكل الكثير من الخضار والفاكهة والحبوب. عدم التدخين. عدم شرب الكحول. وكشفت الدراسة التي تقصت أساليب حياة أناس من تسع دول أوروبية أن الذين كانوا يتبعون كل التوصيات بحذافيرها قلّ لديهم احتمال الوفاة من الأمراض التنفسية بنسبة 50% ومن أمراض القلب الوعائية بنسبة 44%، ومن السرطان بنسبة 20%، وذلك بالمقارنة بأولئك الذين كانوا أقل اتباعاً لها. وأشارت إلى أن الابتعاد عن شرب الخمر كان له تأثير كبير، إذ إنه قلل احتمال الوفاة من السرطان بنسبة 21%. تقوية جهاز مناعة الطفل و أظهرت دراسة ثالثة أن حليب الأم يساعد الأطفال على تقوية جهازهم المناعي وحمايتهم من الفيروسات والبكترياوهو ما يحرم منه العديد من الأطفال الذين لا ترضعهم أمهاتهم لأسباب عدة أبرزها الجهل ودعاية شركات الأغذية. وقالت الدراسة التي أنجزتها منظمة «احموا الأطفال» غير الحكومية، إن طفلاً يموت كل 38 ثانية، كان من الممكن أن يعيش لو رضع حليب أمه. وهذا يعني أن 830 ألف طفل يموتون سنوياً جراء عدم إرضاعهم حليب أمهاتهم بعد ولادتهم مباشرة. ووفقاً للدراسة يحصل الطفل الرضيع عن طريق حليب الأم على عناصر تساعده في تقوية جهازه المناعي وحمايته من الفيروسات والبكتيريا. ويتعرض الأطفال الذين لا يرضعون للإصابة بالتهاب رئوي أكثر بخمس عشر مرة ً ممن يرضعون، أما نسبة من يموتون منهم بسبب الإسهال فتفوق بإحدى عشرة مرة نسبةَ من يرضعون. وجاء في دراسة المنظمة غير الحكومية إن معظم النساء في الدول الصناعية يعرفن أهمية إرضاع المولود الجديد، لكن الأمر يختلف في الدول الفقيرة والنامية، حيث لا يشكل حليب الأم وجبة الغذاء الرئيسية للأطفال. وجاء في الدراسة «للأسف تُنصح الأمهات في مستشفيات الولادة بإطعام أطفالهن حليباً مجففاً، إذا وجدن صعوبة في إرضاعهم، وهذا يؤدي إلى تراجع إنتاج ثدي الأم للحليب، فيزداد اعتمادها على الحليب المجفف». وتشكو دراسة منظمة «احموا الأطفال» من عدم توعية الأمهات بقيمة حليبهن وأهميته في حماية أطفالهن من الإصابة بالأمراض المعدية. كما تلعب الدعاية والإعلانات التي تقوم بها شركات المواد الغذائية العملاقة دورا كبيرا في إقبال الأمهات على تغذية أطفالهن بالحليب المجفف. وتظهر صور هذه الإعلانات أطفالاً ذوي بشرة بيضاء في صحة جيدة جداً، وهو ما يجعل الأمهات يعتقدن أن إطعام الحليب المجفف لأطفالهن سيجعلهم أصحاء مثل أطفال الإعلانات. كما لاحظت المنظمة غير الحكومية أن غياب قوانين حماية الأم بعد الولادة، كحق الغياب عن العمل لعدة شهور مدفوعة الأجر، يجبر العديد منهن على الإقبال على الحليب الصناعي، حتى يتمكنّ من العودة إلى عملهن في أسرع وقت ممكن.