قال رئيس فيدرالية جمعيات الصيد بالأندلس بيدرو ماثا، بأن المنظمة التي يرأسها «تطالب باتفاق صيد موجه إلى أسطول الصيد التقليدي».. و ذكر بأنه أثناء توقيع اتفاق الصيد الحالي الذي ستنتهي صلاحيته في مارس المقبل، كان قد صرح بأن الاتفاق لا يعكس تطلعات الصياد الأندلسي و أنه مجرد اتفاق «حدود دنيا»، رغم أنه رحب به بحذر، لأنه أول اتفاق يحصل بعد 8 سنوات من التعثر في مفاوضات الصيد مع المغرب. ونقلا عن وسائل الإعلام الإسبانية، فقد أكد ماثا بأن الاتفاق الحالي لا يقدم النتائج المرجوة نظرا «لانعدام الموارد»، مؤكدا أنه ينبغي إقرار اتفاق «منفتح على المستقبل»، مطالبا في الوقت نفسه، بتحسين الشروط التقنية في اتفاق الصيد المقبل، ومؤكدا بأنه لا يسعى إلى الإضرار بقطاع الصيد المغربي، حيث قال «نفهم بأنه من الضروري أن لا ندخل أبدا في منافسة مع الأسطول المغربي، بل فقط سنكمل نشاطه في مناطق الصيد التي ستخصص لنا». وفي سياق متصل، كان بحارة الصيد الساحلي و التقليدي قد نددوا بعمليات استئجار بواخر الصيد العملاقة التي تصطاد مئات الأطنان يوميا من السمك السطحي بشكل عشوائي، حيث توجه أغلبيتها إلى أكادير ليتم تحويلها إلى دقيق السمك و ذلك في غياب أية مراقبة مشددة مما يجعل تصريحات هذه المعامل بالكميات المستغلة غير حقيقية. وعبر البحارة على امتداد الموانئ المغربية، عن استغرابهم لطريقة المراقبة المتمثلة في استئجار البواخر لهؤلاء المراقبين و دفع تعويضاتهم مما يطرح علامة استفهام حول مصداقية هذه المراقبة، منددين بسياسة البحث عن الربح السريع بأقل تكلفة من خلال العمل في إطار مجموعات، عوض خلق مناصب شغل كثيرة. ويشار إلى أن مخزون الأسماك السطحية (السردين) و حسب الخبراء، ستنقرض في سنة 2011، إذ أصبح من الضروري إقامة حملات تحسيسية لدى الصيادين و الفعاليات المحلية و المنتظم الدولي. وقد طالبت اللجنة الوزارية للصيد البحري في وقت سابق، بتكوين «لجنة محايدة و نزيهة» من أجل مراجعة مخطط صيد الأسماك السطحية، خاصة مع الإتحاد الأوروبي، وحماية باقي أصناف الأسماك من الهجرة و الانقراض وضمانا للتوازن البيئي، بالإضافة إلى المحافظة على الثروة برمتها من عملية الاستنزاف التي تتعرض لها من طرف الأساطيل العملاقة التي بدأت تدمر مخزون المملكة. وفي هذا السياق، أكد ماثا بأن نشاط الصيد الحالي في المياه المغربية لا يقدم مردودا، معتبرا أنه مع ذلك ينضاف ليعزز هامش مستقبل الصيد الأندلسي، وقال «الناس مستمرون بالنظر إلى آمال المستقبل، لعدم وجود بدائل، و لغياب الموارد». وأمام التهديدات التي تواجه للمغرب من مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي بخصوص تجديد اتفاق الصيد البحري، طالب ماثا بأن تبدل مجهودات قصد التفاهم من قبل الأطراف المعنية بإيجاد اتفاق صيد جديد، مؤكدا بأن ما لن يقبله الصيد الأندلسي التقليدي هو أن يجد نفسه يصطاد إلى جانب سفن الصيد الصناعية الحديثة في منطقة واحدة، مطالبا بأن يفسح مجال في الاتفاق القادم «لأسطول الصيد التقليدي الذي يستعمل تقنيات محدودة.»