كرواتيا تنتزع الجائزة الكبرى والمغرب يحصل على جائزة محمد الركاب وجائزة أفضل دور رجالي خرجت لجن التحكيم عن صمتها، ليلة السبت الماضي خلال اختتام الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وأعلنت أحكامها بخصوص أفلام المسابقات التي شملت الفيلم الروائي الطويل والقصير والشريط الوثائقي. وهكذا قررت لجنة تحكيم الافلام الطويلة التي ترأستها المنتجة السينمائية الإيطالية غراتسيا فولبي، منح الجائزة الكبرى للفيلم الكرواتي «طريق حليمة» للمخرج أرسين أنطون إسيتوجيك. فيما فاز الفيلم المغربي «زيرو» لمخرجه نور الدين الخماري بجائزة محمد الركاب للجنة التحكيم الخاصة، وعادت جائزة أحسن دور رجالي للممثل المغربي يونس البواب عن أدائه في فيلم «زيرو»، وجائزة أحسن دور نسائي لأولغا باكالوفيتش عن أدائها في الفيلم الكرواتي «طريق حليمة». وعادت جائزة عز الدين مدور للعمل الأول الى الفيلم الايطالي «الأشياء الجميلة» للمخرج جيوفاني بيبرنو. وكان الفيلم الكرواتي الفائز قد نال إعجاب المشاهدين بصفة عامة الذين صفقوا له بحرارة أثناء عرضه في قاعة «أبينيدا» . وتدور أحداثه حول قصة مأساوية لامرأة مسلمة تدعى حليمة حاولت التعرف على بقايا ابنها الذي قتل في حرب البوسنة ودفن في المقابر الجماعية . رفضت حليمة إعطاء دمها لفحص الحمض النووي لإخفاء سر أن ابنها الذي مات ليس سوى ابنها بالتبني، حيث اعتقدت حليمة أن الحل الوحيد للتعرف على بقايا ابنها هو البحث عن أمه الحقيقية التي لم ترها منذ عشرين عاما، وبعدما وجدتها تحولت الأحداث إلى اتجاهات غير متوقعة . الفيلم بطولة ألمابرث وأولجابكلوفيك وميجوجوريسك وداريالورنك فلاتز وميراج جربك ولزودين باجروفيك وشارك في مسابقة الافلام الطويلة، كما هو معلوم، فيلمان مغربيان هما «زيرو» لنور الدين لخماري و»يا خيل الله» لنبيل عيوش اضافة الى فيلمين من مصر، وفيلم واحد من كل من تونس والجزائر وفلسطين وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكرواتيا ورومانيا. وقد اثار الفيلم المغربي «زيرو» الفائز بجائزتين، ردود فعل متباينة في صفوف جمهور سينما «أبينيدا» بتطوان حين عرض مساء الثلاثاء الماضي، وعلى التصفير والهتاف على اللقطات الساخنة التي يتضمنها الفيلم، فيما ناقشت شريحة أخرى من الجمهور أهداف الفيلم وقضاياه الكبرى، وتشابهه الكبير مع فيلم «كازا نيغرا». «كلام الشارع» وبعض اللقطات الساخنة أثارت الكثير من الانتقادات، والصفير الاحتجاجي من طرف الجمهور لكن النقاد المختصين ولجنة التحكيم كان لهما رأي آخر فعرف الفيلم طريقه للحصول على جائزتين احداهما لبطله يونس بواب، وهي جائزة تضاف الى تلك التي حصل عليها هذا الممثل الشاب خلال المهرجان الوطني للسينما المغربية في نسخته الرابعة عشر. بينما خرج شريط «يا خيل الله» لنبيل عيوش، خالي الوفاض من جديد. الفيلم القصير وفي مسابقة الأفلام القصيرة فاز بالجائزة الكبرى الفيلم الفرنسي التركي «باتيكا» للمخرج أنور ياغيز، وبالجائزة الخاصة للجنة التحكيم التي ترأسها المخرج والسينمائي التونسي إبراهيم لطيف، الفيلم اليوناني «ستعود الأمور إلى مجراها» للمخرج ثانوس بسيكوجيوس، وبجائزة الابتكار، الفيلم الاسباني «أناكوس « للمخرج كساسيو بانيو ،كما منحت اللجنة تنويها خاصا للفيلم اليوناني «45 درجة» للمخرج جيورجيس كريكوراكيس. ويحكي فيلم «باتيكا»(طريق القرية) عن بشار (بطل الفيلم) الذي يعبر كل صباح الطريق نفسه رفقة والده ،ولأنهما لا يملكان إلا دراجة واحدة فإنهما يتناوبان على امتطائها ما يجعلهما لا يستمتعان برفقة بعضهما البعض ليقرر بشار إتلاف الدراجة حتى يبقى قريبا من أبيه. الشريط الوثائقي: وفاز بالجائزة الكبرى لمدينة تطوان في مسابقة الافلام الوثائقية، التي ترأس لجنة تحكيمها الممثل والمخرج المغربي رشيد الوالي، الفيلم الفلسطيني «متران من هذا التراب» للمخرج احمد نطش، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الاسباني الفرنسي المشترك «مثل أسود حجرية في مستهل الليل « للمخرج أوليفيي زوشواط، وجائزة العمل الأول للفيلم اللبناني «74 ..إعادة بناء قصة نضال « للمخرجين رانيا ورائد رافعي. ويستحضر فيلم «متران من هذا التراب» ذكرى المبدع الكبير محمود درويش حيث تتقاطع رؤيتان، رؤية الصحافي الذي يستخلص من وقائع كبرى خلاصات صغيرة، ورؤية الشاعر الذي ينطلق من تفاصيل صغيرة ليصنع أشياء كبيرة. بالنسبة لمسابقة الفيلم التربوي التي أحدثتها مؤسسة المهرجان فقد كانت جائزتها لهذه الدورة من نصيب فيلم «رد بالك»، لتلامذة مدرسة سيدي إدريس، ويحكي الشريط قصة أطفال مدرسة يبدعون من اجل التلقي وتوسيع معارفهم الثقافية والتربوية . تكريم وخلال حفل الاختتام، تم تكريم الممثلة المغربية ثريا العلوي عن مسارها الفني وأدائها المتميز في أفلام مثل «طرفاية باب البحر « و»نساء ونساء « و» الطفولة المغتصبة»، واعتبرت الممثلة في حديث معها « هذا التكريم بالالتفاتة الطيّبة من طرف مهرجان تطوان إلى الفنّان المغربيّ الذي هو أحوج ما يكون إلى مبادرات مماثلة، تمنحه نفساً جديداً، ليواصل مشواره بكلّ طموح. وعبّرت ثريا عن فخرها بهذا التكريم الذي تقف فيه إلى «جانب وجوه فنيّة معروفة، كالمخرج التونسيّ رضا باهي» وتم بنفس المناسبة كذلك تكريم المخرج التونسي الذي أبدع خلال مساره الفني الطويل عدة أفلام منها «صندوق العجب» و»شامبانيا مرة « و»ديما براندو» و»السنونو لا يموت في القدس» وتميزت أفلامه بطرح فني جريء.