تم ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر الدولي للسينما الإفريقية المقام بالأقصرجنوب مصر عرض الفيلم المغربي «خيل الله» للمخرج نبيل عيوش والذي يتبارى إلى جانب 17 فيلما على المسابقة الرسمية للمهرجان . وحظي الفليم، الذي يتناول قضية التطرف الديني في المجتمعات العربية، بتقدير عدد من النقاد والمتتبعين بفضل ما وصفوه نجاح المخرج في تحريك الكاميرا بحرية ومهنية عاليتين بشكل قدم ما يكفي من الشرح لمفردات حياة طبقة اجتماعية كادحة ليخلص في نهاية المطاف إلى تقديم تصوره للطريقة التي يتمكن من خلالها من يوصفون ب «الجهاديين» من اختراق عقل وأحلام الشباب للسيطرة علي افكارهم وزرع ما تيسر لهم من الأوهام داخلهم. وقد حاول المخرج البحث في الأسباب المغذية للتطرف وخبايا وأسرار صناعة الموت واختار بيئة التهميش والفقر ومنبت الآفات الاجتماعية والأخلاقية التي تنتعش في دور الصفيح بكبرى المدن المغربية التي لم تكن سوى الدارالبيضاء وحي سيدي مومن منطلقا من سير وحكايات الانتحاريين الذي نفذوا أحداث 16 ماي 2003 ومحاولا فهم دوافعهم المباشرة وغير المباشرة في إقدامهم على تفجير أنفسهم في لحظة خاطفة. ويحكي الفيلم قصة طارق الملقب بياشين، نسبة لحارس مرمى منتخب السوفياتي الشهير الذي سيتحول رفقة أخيه وأصدقائه من شباب عاديين ومنحرفين إلى قنابل موقوتة بعدما اختيروا ليكونوا «شهداء وفدائيين» من أجل تفجير الدارالبيضاء في ليلة 16 ماي 2003 . وسبق أن عرض فيلم «خيل الله» المقتبس من رواية «نجوم سيدي مومن» للمؤلف ماحي بينبين ضمن فعاليات مهرجان كان العام الماضي في برنامج «نظرة خاصة» ، وفاز أيضا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة 27 للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني بنامور في بلجيكا وعلى جائزة «فرانسوا شالي» في مهرجان كان علاوة على الجائزة الكبرى للأسبوع الدولي للسينما في إسبانيا، وجائزة أفضل مخرج عربي في مهرجان الدوحة ترابيكا. ويتنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الثانية 17 فيلما روائيا طويلا فيما تضم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية 30 عملا سينمائيا . وقد قامت إدارة المهرجان بترجمة نسخ الأفلام الأفريقية المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية إلى اللغة العربية بعد ان كانت هذه الأفلام تعرض مترجمة إما الى اللغة الفرنسية او الانجليزية فيما اعتبره المنظمون نجاحا وتميزا عن التظاهرات الدولية المماثلة. ويشارك في دورة هذه السنة 35 دولة إفريقية ب 100 عمل سينمائي منها 10 أفلام ستعرض خارج المسابقة الرسمية بالإضافة إلى ثمانية أفلام تعبر عن ثورات الربيع العربي من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا و 20 فيلما للرسوم المتحركة من تسع دول أفريقية. ويحتفي المهرجان في دورة هذه السنة بفن الرسوم المتحركة في القارة السمراء من خلال عدة أنشطة وورشات تقام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للرسوم المتحركة ، علاوة على إقامة ورشة لصناعة الفيلم يشرف عليها المخرج الإثيوبي هايلي جريما وتنظيم ندوات حول مواضيع أهمها «سينما الأفارقة المغتربين» و «سينما التحريك في إفريقيا» و «تاريخ السينما الافريقية» .