ذاكرة المجال المتوسطي المتحول شكل موضوع « الموريسكي: ذاكرة المجال المتوسطي المتحول ..نحو قراءة لكتاب الموريسكي» لحسن أوريد محور ندوة علمية احتضنها المركز الثقافي الشيخ سيدي احمد الركيبي مؤخرا بالسمارة. واعتبر حسن أوريد، في كلمته خلال هذا اللقاء، أن تناول هذا الموضوع بالصحراء وبمدينة السمارة خصوصا يستمد أهميته من الارتباط الوثيق الذي يجمع بين البعد الصحراوي والحضارة الأندلسية، التي لم تكن لتبلغ أوجها آنذاك لولا العبقرية الصحراوية المتجسدة في الدولة المرابطية. وأبرز أوريد ، خلال هذه الندوة التي نظمتها جمعية منتدى البدائل وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بهدف المشاركة في مراجعة تاريخ الموريسكيين في بعديه المتوسطي والأطلسي، أن هذا اللقاء يلتئم بالسمارة تزامنا مع فتح ورش كبير للتنمية بالأقاليم الجنوبية، ينطلق من أبناء المنطقة ويستهدفهم بالدرجة الأولى. وبعد أن ذكر سنة 1492 لا تحيل فقط إلى سقوط غرناطة بل وأيضا إلى اختلال موازين القوى لفائدة المسيحيين ولأول مرة على حساب المسلمين، توقف عند الممارسات الاضطهادية واللاإنسانية التي تعرض لها المسلمون في تلك الفترة، وإجبارهم بالقوة على التنصير والتخلي عن دينهم ، وما لحق ممتلكاتهم من تخريب وهدم للمساجد والصوامع والحمامات، وطمس لهوياتهم الثقافية. ومن جهته اعتبر الباحث مولاي حسن حفيظي العلوي (جامعة محمد الخامس أكدال) أن هذا المؤلف يلخص مأساة الموريسكيين التي ترتبت عن وضع سياسي ظهرت فيه الغلبة للمسيحيين في شبه الجزيرة الإبيرية، مدعومة بفكر ديني متعصب نجم عن كل ذلك ترهيب وتقتيل وتهجير هذه الجماعات. وأضاف أن هذا الكتاب أشار إلى المواقف البطولية وأشكال المقاومة التي خاضها الموريسكيون مسجلا أن الدكتور حسن أوريد سبك كل هذا في قالب إبداعي يحول الواقع التاريخي إلى سرد روائي ممتع. وأبرز البشير الدخيل، رئيس جمعية منتدى البدائل ، أن هذا اللقاء يهدف إلى مد جسور التواصل الثقافي ، وخلق إطار لحوار حقيقي وبناء بين أبناء الوطن الواحد من الشمال إلى الجنوب لبلورة أفكار في مختلف الجوانب الثقافية مشيرا إلى أن هذا الكتاب هو الأول من نوعه الذي يتناول في عصرنا الحالي المآسي التي تعرض لها الموريسكيون منذ أربعة قرون من قبل كاتب مغربي عربي مسلم.