المغرب يدعو من قلب مجلس الأمن إلى نشر السلام في العالم يتضمن برنامج عمل الرئاسة المغربية لمجلس الأمن الدولي خلال شهر دجنبر الجاري مواضيع تحظى باهتمام دول المجلس ال15، تأتي على رأسها الأزمة المتعددة الأبعاد في الساحل٬ والوضعية المقلقة في مالي٬ وحفظ السلام، وانتشار الأسلحة النووية، والوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين، بالإضافة إلى بؤر التوتر خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية٬ وسورية. وهو برنامج، وصفه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي، ب"المكثف جدا" بسبب انتهاء ولايات عدد هام من البعثات الأممية نهاية الشهر الجاري. وقال محمد لوليشكي، في لقاء مع الصحافة، أول أمس الثلاثاء بمقر الأممالمتحدة بنيويورك٬ إن اجتماعا وزاريا سيعقد، الاثنين القادم، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، سيتمخض عنه إعلان رئاسي يعده المغرب. وأوضح لوليشكي أن هذا الاجتماع الذي سيحضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون٬ والمبعوث الخاص للساحل رئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي٬ وعدد من الوزراء٬ ومسؤولون رفيعو المستوى لمنظمات دولية، سيكون تتويجا لرئاسة المغرب. وسيحضى الوضع في الساحل ومالي، بالنظر إلى مساهمته في تغذية الانفصال والإرهاب بأهمية بالغة خلال رئاسة المغرب الذي يضع ضمن أولوياته مكافحة الارهاب ونشر السلام في العالم . فقد أوضح لوليشكي أن "استراتيجية دولية منسقة ومتشاور بشأنها" باتت أمرا ملحا، مبرزا "أن الأزمة في شمال مالي٬ إلى جانب وضع غير مستقر ينذر بخطر على المنطقة بأسرها٬ تستدعي ليس فقط انتباه مجلس الأمن الدولي٬ ولكن أيضا اتخاذ خطوات عمل سريعة وحيوية٬ بتعاون مع المنظمات الإقليمية المعنية٬ ولاسيما المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. موضوع آخر سيحظى بأهمية ضمن أجندة رئاسة المغرب للمجلس يتمثل في حفظ السلام الذي سينظم بشأنه نقاش في 12 دجنبر الجاري٬ وذلك بهدف التفكير في السبل الكفيلة بتحسين التعاون بين مختلف عمليات حفظ السلام الجارية. كما يتضمن برنامج الرئاسة المغربية لشهر دجنبر نقاشا عاما يوم 20 دجنبر يتناول هذه المرة "توطيد السلام" من أجل إبراز هذه المسألة "والمضي قدما في التفكير بشأن دور الأممالمتحدة لبناء السلام". وقال الدبلوماسي المغربي إنه بتحديد أولويات الرئاسة المغربية٬ "نحرص على أن نكون أوفياء لانتمائنا العربي الإسلامي٬ ولاسيما في ما يتعلق بقضية الشرق الأوسط٬ وخاصة القدس الشريف التي تأتي في مقدمة انشغالاتنا" وكذا للانتماء الأفريقي٬ علاوة على المواضيع التي تمليها خطورة الوضع على المستوى الدولي.