قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أول أمس الأربعاء، إن المستشفى الطبي الميداني المغربي، الذي أقامته القوات المسلحة الملكية، بمخيم (الزعتري) للاجئين السوريين في محافظة المفرق (شمال)، يشكل نقلة نوعية في الخدمات التي سيستفيد منها هؤلاء اللاجئون. وأوضح جودة، في تصريح صحفي عقب، جولة بمرافق المستشفى إلى جانب عدد من السفراء والقائمين بالأعمال في سفارات عدد من البلدان العربية والآسيوية، إن هذا المستشفى سيشكل أيضا إضافة حقيقية في تلبية احتياجات اللاجئين السوريين، خاصة في هذه الفترة التي تشهد ظروفا مناخية صعبة، ليس أقلها ارتفاع درجات الحرارة وهبوب زوابع رملية بموقع مخيم (الزعتري). وأضاف أن المستشفى سيوفر أيضا المتابعة وكل ما يحتاجه المواطنون السوريون، «في هذه الفترة التي نأمل أن تكون قصيرة»، مشيرا إلى أن وجود هذه الوحدة الطبية بالأردن يشكل مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب بين الأطقم الطبية المغربية ونظيرتها الأردنية، التي راكمت هي الأخرى تجربة لا يستهان بها في إقامة المستشفيات الميدانية في عدد من المناطق المنكوبة بالعالم. وأعرب جودة عن شكر الأردن وتقديره لمبادرة لجلالة الملك محمد السادس بإرسال هذا المستشفى، والتي تعكس متانة العلاقات التاريخية بين المملكتين، وكذا علاقات الأخوة الحقيقية بين عاهلي المملكتين. وقال إن «مثل هذه المبادرات ليست مسغتربة، فقد تعودنا أن نرى مثلها دائما من أشقائنا في المملكة المغربية، ومن جلالة الملك محمد السادس». وأكد أن هذا المستشفى سيساعد الأردن بشكل كبير في تحمل أعباء استقبال اللاجئين السوريين، الذين يفوق عددهم 150 ألف، تم نقل عدد منهم من المساكن المؤقتة التي كانوا يقيمون بها إلى مخيم (الزعتري)، مضيفا «نريد أن نحتفل قريبا بإغلاق هذا المخيم، حتى يتمكن الشعب السوري من العودة إلى بلاده آمنا مطمئنا، وقد انتهت الأزمة وتوقفت إراقة الدماء، وتمر سورية إلى مرحلة أفضل». وفي ما يتعلق بالمساعدات الموجهة لفائدة اللاجئين السوريين شدد جودة على ضرورة تحديد احتياجات هؤلاء اللاجئين، والتنسيق مع الأردن بشأنها. وخلال هذه الجولة، قدم رئيس المستشفى الميداني المغربي، البروفيسور مولاي الحسن الطاهري، شروحات ضافية للوزير الأردني الذي رافقه أيضا سفير المغرب بعمان، لحسن عبد الخالق، حول التجهيزات والمعدات وكذا الخدمات التي سيشرع المستشفى في تقديمها للاجئين السوريين. وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي، الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 60 سريرا قابلة للتوسع، يشرف عليه 75 إطارا، ما بين أطباء وممرضين متخصصين و 32 إطارا متخصصا في الصيانة الطبية.