أعلن التلفزيون الرسمي السوري، أمس الاثنين، خبر إقالة رياض فريد حجاب من منصب رئيس الوزراء. وجاء قرار الإقالة بعد أن أعلن المجلس العسكري التابع للجيش الحر في دمشق عن انشقاق حجاب عن النظام السوري، ومغادرته البلاد مرفوقا بأسرته وأقاربه. وكلف بشار الأسد، زوال أمس، عمر غلاونجي النائب الأول لرئيس الوزراء بالتسيير المؤقت لأعمال الحكومة السورية. ولم يدم انتظار تفسير سبب الانشقاق المفضي إلى الإقالة طويلا، فقد أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، في بيان تلاه محمد عطري متحدث باسمه عبر قناة الجزيرة من عمان، أن انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه إلى الثورة يعود إلى ارتكاب بشار الأسد «جرائم إبادة» بحق الشعب السوري، مشيرا إلى أن حجاب الذي يوجد في «مكان آمن» مع عائلته إضافة إلى عائلات عشرة أشخاص من أقربائه، سيرفع الحجاب عن الكثير من الحقائق والوقائع التي تدين بشار الأسد وعائلته وأقرب مساعديه المتورطين في جرائم مالية وفي مجازر وحشية اقترفت قبل اندلاع الثورة. ولم شكل البيان الذي تلاه المتحدث باسم رياض حجاب، سوى عناوين لبلاغ مطول، سيعرض فيه أعلى مسؤول سوري منشق لحد الآن «جرائم الإبادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب أعزل طيلة حكم الأسدين حافظ وبشار». وذكر المتحدث محمد عطري بعد انتهائه من تلاوة البيان أن حجاب «حمل روحه على كفه من أجل هذه الثورة ... ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا»، مضيفا أن رئيس الوزراء «أعلن اليوم انشقاقه عن نظام القتل والإرهاب وانضمامه لصفوف الثورة المباركة التي أصبح جنديا من جنودها»، حسب قوله. وبحسب عطري، فإن عملية تحضير انشقاق حجاب، الذي كانت مشاعره دائما منحازة للشعب، وعملية تهريبه من سوريا، تمت بالتنسيق مع الجيش الحر وقد استغرقت «أشهرا»، مضيفا أن «الثوار في الداخل هم من أمنوا له هذا الخروج المشرف بعيدا عن أيادي النظام التي فقدت الأمل في القبض عليه أو قتله». وبتزامن مع إعلان المذيعة السورية إقالة رياض حجاب، انفجرت عبوة ناسفة في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف العاملين بالهيئة. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إلى أن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس الإثنين في الطابق الثالث من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريح صحفي إن «جميع العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بخير ولا توجد إصابات خطيرة أو شهداء»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بانفجار عبوة ناسفة، خلفت خسائر مادية وبعض الإصابات الطفيفة. وهو ما كذبته صور بثتها قنوات إخبارية عربية ودولية سلطت الضوء على الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالطابق الثالث في مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري وكذا بقع من الدماء على عدد من الطاولات وحطام معدات مكتبية وبعض آلات التسجيل.