قطار ينحرف عن سكته بفاس ويخلف إصابة 46 مسافرا قبيل الإفطار أصيب 46 مسافرا في حادث انحراف قطار عن سكته، مساء أول أمس الخميس، بمدينة فاس، بجروح متفاوتة الخطورة، مما تطلب نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفيات المدينة حيث قدمت لبعضهم الإسعافات الأولية، فيما خضع البعض الآخر لعمليات جراحية استعجالية. وحسب مراسل الجريدة بالعاصمة العلمية، زاغ قطار للمسافرين، قادم من وجدة ومتوجه نحو مراكش، عن سكته في حدود الساعة السادسة و50 دقيقة مساء، ما أدى إلى انقلاب المقصورات الأربع التي تتوسطه، بينما ظلت المقصورة الثانية والثامنة مائلتين. وقد وقع حادث القطار، يضيف مراسلنا، في منعرج خطير بغابة ظهر المهراز، قرب المطعم الأمريكي لإعداد الوجبات السريعة «ماكدونالدز»، وسمع دوي اصطدام مقصوراته بالأرض على مسافة بعيدة، وبلغ صدى هذا الدوي محطة القطار حيث كانت بعض الأسر في انتظار أقاربها. وفور علمها بالحادث هرعت سلطات الجهة يتقدمها الوالي ومختلف الأجهزة الأمنية وعناصر الوقاية المدنية لمكان الفاجعة، فيما غاب مسؤولو إدارة السكك الحديدية الذين لم يحضروا من أجل المعاينة إلا في حدود الساعة الثامنة والربع مساء، أي بعد الإفطار، حيث تلقاهم أقارب الضحايا وبعض المسافرين الذين كانوا ضحايا ارتباك الحركة العادية للقطارات بعد الحادث، بكثير من الاستنكار واللوم والانتقادات التي ذهبت رأسا إلى تحميل مسؤولية انحراف القطار وسقوط الضحايا إلى تقادم آليات وتجهيزات المكتب الوطني للسكك الحديدية . ومنع أقارب الضحايا من الاقتراب من القطار الذي أحاطت به سيارات الوقاية المدنية وفرق أمنية خاصة استعانت بمصابيح كشافة لولوج المقصورات المنقلبة، فيما توجه فريق أمني آخر لمعاينة سكة الحديد التي كان يسير عليها القطار. ووفق مراسلنا، تم فتح تحقيق من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية والسلطات المختصة لتحديد حيثيات وملابسات هذا الحادث. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحريات من معلومات تلقي الضوء على أسباب الحادث، سارع المكتب الوطني للسكك الحديدية، مساء اليوم ذاته، إلى إصدار بلاغ يعلن فيه أن انحراف القطار عند مدخل محطة فاس، والذي خلف عدة جرحى، قد يكون نجم عن «عمل تخريبي ارتكبه مجهولون». وهي فرضية قوية أكدها لبيان اليوم أحد مساعدي محمد ربيع لخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدة، موضحا أن تخريبا مقصودا ومتعمدا استهدف اللولب الذي يثبت السكة الحديدة مما أدى إلى اتساعها وانزياحها عن خطها المستقيم العادي. ورفض مصدرنا اعتماد الآراء التي تقول إن سوء حالة السكة الحديدية بفعل انجرافات التربة الناجمة عن الفيضانات السابقة قد تكون المسبب للحادث المروع، مؤكدا للجريدة أنه «لو كانت هذه الفرضية منطقية لشعرت القطارات السابقة التي تمر على مدار ساعات اليوم، بالخط ذاته، بارتجاجات منبئة بالكارثة. لكن أن يتم الحادث بشكل مفاجئ، فالأمر يستدعي التفكير تلقائيا في عمل لصوصي إجرامي أو ربما تخريبي. وهو ما أكدته المعاينات الأولية التي تم الوقوف خلالها على سرقة عدة مثبتات تستخدم لتوطيد قضبان السكة الحديدية، مما تسبب في تفكك قضبان السكة وبالتالي انحراف القطار».