تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق لإقامة مناطق للتنمية السياحية وحماية الموارد الطبيعية والمحافظة على الوسط البيئي تمكنت جهة الرباطسلا زمور زعير٬ التي تتبوأ مكانة متميزة لما تتوفر عليه من مؤهلات تنموية رائدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية٬ خلال العشرية الأخيرة من تحقيق طفرة نوعية ساهمت بشكل كبير في الدفع بقوة بعجلة التنمية. وساهمت المشاريع التنموية الكبرى التي تم إنجازها والتي همت مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تعزيز التجهيزات الأساسية وتقوية البنيات التحتية للجهة. ويعتبر مشروع تهيئة وتنمية ضفتي نهر أبي رقراق من المشاريع الضخمة التي لها بعد وطني٬ ساهم إحداثه في إقامة مناطق مهمة للتنمية السياحية والتنشيط الثقافي والترفيه والاستجمام مشكلا بذلك قطبا للتنمية الحضرية٬ ومحققا وحدة المجموعات السكانية للرباط وسلا٬ من خلال تهيئة منسجمة تتلاءم ومؤهلات كل منطقة على حدة مع ضمان التوازن بين الضفتين والمساهمة في حماية الموارد الطبيعية والمحافظة على الوسط البيئي وعلى تاريخية الموقع والمدينتين العتيقتين للرباط وسلا. وتعد شبكة الترامواي الرباط - سلا التي تم تشييدها بتكلفة إجمالية تبلغ 2،1 مليار درهم وقنطرة الحسن الثاني٬ التي تطلبت اعتمادا ماليا بلغ 5،3 مليار درهم ٬ وهي المشاريع التي دشنها جلالة الملك في إطار مخطط تهيئة وتنمية ضفتي أبي رقراق ٬من المعالم التاريخية التي تشكل قفزة نوعية في مجال تدبير النقل العمومي الحضري. كما أن من الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لشبكة الترامواي٬ التي تغطي أهم الأقطاب الحضرية ذات الكثافة العالية من حيث عدد السكان وتنقلاتهم٬ خلق 4000 منصب عمل مباشر وغير مباشر خلال مرحلة الاستغلال. كما أن إحداث نفق الأوداية الذي يدخل في إطار مخطط تهيئة وتنمية ضفتي أبي رقراق مكن من تجاوز مشكل تدفقات حركة السير بطريق المرسى٬ الذي يعرف حركة سير مكثفة تصل في معدلها الأعلى إلى 30 ألف سيارة في اليوم٬ منها 3500 من الوزن الثقيل. ويهدف هذا النفق الذي يمتد على طول 1022 متر٬ وأنجز بتكلفة تبلغ 491 مليون درهم٬ إلى إعادة التواصل التاريخي بين المدينة القديمة والأوداية٬ ويساعد في الحفاظ على الموقع التاريخي ويعطيه قيمة سياحية أكبر٬ فضلا عن جعل حركة السير أكثر سيولة٬ الذي يربط بين «باب البحر» ونادي الرياضات على طول 1022 متر. وتأتي المحطة الجوية الجديدة لمطار الرباط - سلا٬التي أنجزت بتكلفة تبلغ 287 مليون درهم٬ لتعزز شبكة المطارات بالمملكة٬ سواء على مستوى القدرة الاستيعابية أو جودة الخدمات للزبناء وتواكب النمو الذي يعرفه النشاط السياحي وقطاع النقل الجوي بالجهة. ويعد مطار الرباط - سلا الذي يقع في الواجهة الشمالية الشرقية للمملكة داخل المدار الحضري على مساحة 1500 هكتار ذو استعمال مزدوج مدني وعسكري٬ عرفت حركة نقل المسافرين بالمطار ارتفاعا من 248 ألف و702 في 2007 إلى 370 ألف و564 في عام 2011. ومن أجل ضمان مكانة متميزة للمغرب ضمن الدول الرائدة في مجال صناعات المعرفة٬ واستقطاب الاستثمارات٬ وحرصا من جلالة الملك على جعل الاقتصاد المغربي اقتصادا صاعدا٬ مندمجا في المنظومة الاقتصادية العالمية٬ قائما على أسس المعرفة وقادر على اجتذاب الأنشطة المعروفة بقيمتها المضافة العالية٬ تم إحداث الشطر الأول من القطب الجديد لتيكنوبوليس بسلاالجديدة . ومن شأن هذه المدينة التكنولوجية أن تصبح وجهة بامتياز لاستقطاب الاستثمارات والمشاريع المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة. وسيمكن « تيكنوبوليس» من تطوير قطاعات تكنولوجية هامة خاصة مشروع «سوفت سانتر» الذي سيكون علامة بارزة في مغرب الغد ويعتبر دعامة أساسية للاستثمار في صيانة البرمجيات المعلوماتية وهندسة تدبير الشركات. ويعد إحداث وتأهيل مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة التي تحظى برعاية ملكية موصولة٬ مقاربة طموحة لمحاربة الهشاشة والاقصاء الاجتماعي بجهة الرباطسلا زمور زعير٬ عبر توفير فضاء ملائم للاستقبال والإيواء والتعليم النظامي وغير النظامي لفائدة أطفال الشوارع. ومن شأن إحداث وتأهيل مراكز ك «الأمل « ومركز المحمدية للرعاية الاجتماعية وعين عتيق وغيرها من المراكز٬ توفير فضاء ملائم للإدماج لفائدة الأطفال في وضعية صعبة والمسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس النظامي وغير النظامي تروم تحقيق ادماج سوسيو مهني ناجع لهذه الشرائح من المجتمع.