عادة ما ينقلب مزاج بعض الصائمين، خلال شهر رمضان الأبرك، سيما أولائك المدمنين على تعاطي السجائر وشرب المنبهات، بعد الذروة خاصة «بين صلاة العصر والمغرب»، وهو وقت يعد سانحاً بالنسبة للعديد من اللصوص يسهل عليهم خلاله نشل الهواتف المحمولة، وحلي النساء، باستغلال الازدحام الشديد الذي تعرفه الأسواق والشوارع في المدن، ما يؤدي إلى نشوب خلافات تنتج عنها عواقب وخيمة في لحضة رمضانية، يغيب عنها استحضار الأجواء الروحية والتسامح، الذي يقتضيه هذا الشهر الفضيل. «الترمضينة» هي الحالة النفسية والسلوكية التي تؤثر على الصائم وتدفعه للانفعال على أتفه الأسباب، الأمر الذي قد يسفر عنه تزايد بعض حالات العنف الأسري، إذ تضرب العديد من النساء ألف حساب ل»ترمضينة» أزواجهن، الذين يسوء مزاجهم ويتعكر صفوهم، ما يسهم في ارتفاع حالات العنف الأسري داخل المجتمع المغربي. ويسجل هذا الشهر الكريم ضحايا سير يتزايد عددهم من رمضان لآخر في الشوارع والطرقات المغربية، إما بسبب السرعة المفرطة وعدم التحكم في القيادة من السائق الصائم، وإما بعدم انتباه الراجلين، سيما في أوقات الذروة والزحام أثناء مغادرة العمال والموظفين لأعمالهم بعد الدوام، فيتسابق الكثيرون منهم نحو قضاء أغراضهم واقتناء مشترياتهم قبيل حلول موعد الإفطار. هناك إدمان آخر شائع بين الناس يتسبب في عصبية بعض الصائمين، وهو الإدمان على القهوة والشاي، والانقطاع المفاجئ عنها يتسبب «إن طالت ساعاته» في الشعور بالكسل والنعاس، وفقد الرغبة في العمل، وبالعصبية وانخفاض المزاج، وإذا بلغ الانقطاع عنهما من المدمن ثماني عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبه صداع يشمل رأسه كله، حسب بعض الصائمين. وبإمكان المزاج أن يتأثر أيضا نتيجة السهر أمام شاشات التلفاز لمتابعة البرامج التي تتنافس في عرضها الفضائيات خلال هذا الشهر، مما يقلل ساعات الراحة والنوم وبالتالي فهي لا تكفي الإنسان لكي يستعيد نشاطه، فيأتي عليه النهار بمسؤولياته وقد أهلكه الإرهاق، فتكون ساعات النهار بالنسبة له شاقة ومزعجة، وذلك نتيجة نقص النوم، وليس نتيجة للصيام.