المغرب الفاسي خرج منهارا من أول موسم احترافي ودفع الفاتورة قاريا عجز فريق المغرب الفاسي عن الدفاع عن لقبه بطلا لكأس الاتحاد الإفريقي بكرة القدم وخرج مضطرا من دائرة التنافس في مدار كأس (الكاف)، وتعذر عليه الحفاظ على الفوز الصغير الذي حققه في المركب الرياضي بفاس بهدف دون رد على خصمه نادي ليوبارز الكونغولي. وظهر الماص المتألق والفائز بثلاثة كؤوس في ظرف أربعة أشهر (كأس العرش، كأس الاتحاد الإفريقي وكأس السوبر الإفريقي) مثقلا بالهموم مفكك الصفوف، ممزقا كما خرج من الجمع العام الأخير ولم يجمع سوى ثلاثة عشر لاعبا لهذه الرحلة آخرهم سمير الزكرومي الذي التحق بالفريق ساعات قليلة قبل السفر في الدارالبيضاء. أكيد أن المغرب الفاسي واجه الحيف والظلم في مدينة دولي الكونغولية وتعرض بعض لاعبيه الاعتداء من طرف الجمهور، كما لم يسلم الصحفيون المرافقون للفريق بدورهم من شتى أساليب الاستفزاز وبتواطؤ مع الحكم تمكن الفريق الكونغولي من انتزاع الفوز والتأهل لدور المجموعات. ويبدو أن الإقصاء المبكر والوضع المرتبك والمقلق للفريق الفاسي يطرح أسئلة كثيرة حول أسباب التراجع وفقدان البريق الذي سطح في فترة وحول أنظار المتتبعين للشأن الرياضي من قطب الرباط-الدارالبيضاء إلى العاصمة العلمية. نعم المغرب الفاسي الذي تألق وطنيا وقاريا موقعا على إنجاز غير مسبوق، تفككت صفوفه وتبعثرت أوراقه وكانت البداية في الجمع العام، عندما أعلن بعض مسيريه التخلي عن الفريق لأسباب متنوعة (أحمد المرنيسي- خالف بنوحود- عبد الحق المراكشي). كما ابتعد المدير العام للنادي عز الدين عمارة والمدير الإداري الحاج محمد النصيري، إضافة إلى المدرب رشيد الطاوسي الذي انتقل لتأطير فريق الجيش المالكي، والمتتبعون والمهتمون يدركون جيدا قيمة هذه الفعاليات ودورها في تحقيق تألق الفريق وتميزه وشمل هذا التخلي و(الهروب) الجماعي من اللاعبين فضلوا البحث عن الأفضل. وعرفت تركيبة الماص مغادرة عناصر ساهمت في سطوع نجم المغرب الفاسي محليا وقاريا، حيث انتقل حمزة حجي إلى الفتح الرباطي، وشمس الدين الشطيبي إلى الرجاء البيضاوي، ومصطفى لمراني إلى الجيش الملكي، إضافة إلى حمزة بورزوق الذي ابتعد ولم يحدد وجهته الجديدة. وازدادت محن المغرب الفاسي في ظل غياب كل من المهدي الباسل، عبد المولى برابح ، وعبد الهادي حلحول عن التداريب، فيما يتواجد محمد علي بامعمر ضمن اللائحة الاحتياطية للمنتخب الأولمبي. وهكذا استأنف فريق المغرب الفاسي المسار محروما من ثمانية من لاعبيه الأساسيين وخمسة مسيرين تخلوا عنه من الجمع إضافة إلى مسؤولين إداريين اثنين محنكين ومتمرسين في الإدارة، وحتى الجمع العام بين أن فريق المغرب الفاسي ليس في وضع مريح ماديا وربما جسد التألق والفوز بالألقاب في ظرف وجيز «الشجرة التي تخفي الغابة». إنه أول موسم احترافي يدخله المغرب الفاسي وينهيه مبعثرا منهارا ويغادره مجموعة من فعالياته، فهل تمكن مسيرو الفريق إلى مؤسسة مرتكزة على الاحتراف ومرتبطة في موقعها مع المدينة ونسيجها الجمعوي والمؤسسات المنتخبة والرسمية. المغرب الفاسي بأسس هشة لا ينعم بالاستقرار ولرئيسه دين مالي على الفريق، تألق فجأة وعاد بسرعة إلى مشاكله في محيطه فكيف، سيواجه التنافس في موسم رياضي استثنائي انطلقت فيه جل الفرق في التحضير بهدف انتزاع لقب البطولة والمشاركة في بطولة العالم للأندية، والتي ستقام في الدارالبيضاء وتعد العدة لذلك. هذا في الوقت الذي يظهر الفريق الفاسي عاجزا عن تقوية تركيبته البشرية وضم لاعبيه مميزين من فرق أخرى، الهزيمة والإقصاء في أول محطة في المسار القاري نتيجة تفرض قراءة متأنية من أسرة المغرب الفاسي في الحصيلة والتهيؤ بجدية للحاضر والمستقبل، لأن ما ينتظر الفريق لن يكون أرحم.