الصين تقاطع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المجتمع في باريس تركزت الاشتباكات وأعمال القصف أمس الخميس في سوريا على المناطق السكنية في حمص ودرعا وادلب ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، غداة يوم شهد مقتل ما لا يقل عن 99 غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولفت المرصد في بيان إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية مند بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس في أحياء الشعار والميدان والعظمية التابعة لمدينة حلب شمال البلاد، لتمتد إلى ريف حلب الشمالي منذ فجر الخميس. وفي مدينة حمص وسط سوريا، تتعرض المنطقة المحيطة بحي بابا عمرو لقصف عنيف منذ صباح أمس «من قبل القوات النظامية السورية». وشهدت مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية، مقتل مواطنين اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة عند منتصف ليل الأربعاء الخميس، بحسب المرصد الذي أعلن أيضا مقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا جنوب البلاد اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية على الحدود الأردنية السورية بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس. ولم يوفر قصف القوات النظامية منطقة اللجاة وبلدة الجيزة، كما «تعرضت أنحاء مختلفة من محافظة درعا إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية في مخيم اللاجئين واليادودة وجاسم والطيبة والغربة الغربية والصنمين» منذ ما بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس. وشرقا،احتدمت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر معارضة في شارع بورسعيد في مدينة ديرا لزور. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)،اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة خان شيخون عند منتصف ليل الأربعاء الخميس بعد «اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة تكبدت خلالها القوات النظامية خسائر بشرية وبالعتاد وترافق الاقتحام مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة التي نفذت فيها انتشارا واسعا صباح اليوم»، بحسب المرصد.وأطلق أهالي بلدة خان شيخون نداءات استغاثة خوفا من وقوع مجازر، وذلك اثر هجوم القوات النظامية. تعرضت بلدة معرة النعمان الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلهما.وشهدت المحافظة خروج تظاهرات مسائية في كل من بنش وكفر عوق وجسر الشغور. وفي مدينة اللاذقية الساحلية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع 8 مارس ما أدى إلى عدد من الجرحى. وحصدت أعمال العنف في مختلف أنحاء سوريا أمس ما لا يقل عن 99 قتيلا بينهم 56 مدنيا وتسعة مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 34 جنديا نظاميا، بينهم ثلاثة ضباط تم اغتيالهم احدهم برتبة عميد اغتيل على طريق دمشق السويداء والثاني برتبة عقيد اغتيل في محافظة حماة (وسط)، والثالث برتبة رائد اغتيل على طريق حلب.ويتعذر التأكد من المعلومات الميدانية في سوريا بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام، بينما يصعب الحصول على أرقام الضحايا من مصدر مستقل بعد توقف الأممالمتحدة عن إحصاء الضحايا أواخر العام 2011. وعلى مستوى آخر، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أول أمس الخميس أن الصين «لا تنوي في الوقت الحاضر المشاركة في مؤتمر» أصدقاء الشعب السوري المقرر عقده الجمعة في باريس.وبذلك تنضم الصين الى موقف روسيا حليفة دمشق الرئيسية التي قررت عدم المشاركة في المؤتمر الذي يضم أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية، سعيا لوضع حد لأعمال العنف في سوريا. وكانت بكين رفضت المشاركة في المؤتمرين السابقين لأصدقاء الشعب السوري في فبراير وابريل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين خلال لقاء صحافي روتيني انه «يجدر بالأسرة الدولية تركيز جهودها على تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة خطة العمل حول سوريا» السبت الماضي في جنيف. وكان المتحدث شدد الأربعاء الماضي على أن «الصين ترى أن الأمر الملح الآن هو تنفيذ بيان مجموعة العمل بشان القضية السورية». وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى تركيا ودول تمثل الجامعة العربية اتفقت السبت الماضي في جنيف على مبادئ عملية انتقال سياسي عرضها الوسيط الدولي كوفي انان وتتضمن خاصة تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة. وأثارت هذه الخطة تفسيرات متعارضة. ويعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يومه الجمعة في باريس للدفع في اتجاه رحيل بشار الأسد وسعيا لإقناع روسيا خصوصا بالتخلي عن تحالفها التقليدي مع نظامه. وترفض الصين اعتبار حكومة بشار الأسد الجهة الرئيسية المسؤولة عن أعمال العنف التي أوقعت أكثر من 16500 قتيل في سوريا منذ مارس 2011 متهمة السلطة والمعارضة على السواء.وعرقلت الصين مع روسيا قرارين في مجلس الأمن يدينان نظام الأسد.