اعتادت دور الموضة والجمال العالمية الاستعانة بخدمات نجمات السينما لترويج منتجاتها وأزيائها، في المناسبات الرسمية كما في حفلات توزيع الجوائز الفنية المتنوعة. وغالباً ما تكون الفنانات الغربيات هن صاحبات الحظ في هذه الحالة، إلا أن الأوضاع بدأت تتغير في الآونة الأخيرة، إذ تستعين دور أزياء عالمية عدة بالممثلة المغربية المقيمة في باريس، صوفيا مانوشا (25 سنة)، لتجعلها سفيرة لها فتوزّع صورها مرتدية أحدث ابتكاراتها. ولعل السبب في ذلك يعود إلى محاولة هذه الماركات التوجّه إلى الجاليات المختلفة المقيمة في أوروبا، لا سيما العربية منها، إضافة إلى سعيها لإظهار ميلها نحو «تعددية ثقافية» تبدو بدورها «موضة» هذه الأيام، سياسياً واجتماعياً وفنياً. ومانوشا هي بطلة فيلم «بلانش نيج الجديدة» الذي عرض في التلفزيون الفرنسي، إضافة إلى فيلم «الأسوَد يليق بك» للمخرج الفرنسي-الإيراني جاك برال، والمتوقع عرضه ضمن مهرجان «كان» السينمائي 2012 في ماي المقبل، إلى جانب حضورها اللافت في أعمال أخرى عرضت على مدار السنوات الثلاث الماضية في السينما والمسرح، واقتسامها البطولة، في أكثر من مرة، مع زميلتيها الممثلتين الجزائرية صابرينا وزاني، والممثلة المغربية سعاد حميدو، وكذلك الممثل الجزائري سليم كشيوش. والعلامات التجارية التي حولت صوفيا مانوشا سفيرة لها، هي السويدية «مينيماركت» المتخصصة في أزياء الشابات، والإسبانية «إينا ماكانا» للمجوهرات، والأميركية العالمية كارولينا هيريرا التي خصّصت مانوشا بحقيبة يد حملت اسم «ماريوتشكا باغ» وتسوّق على أنها حقيبة النجمات وسيدات المجتمع المخملي، إضافة إلى علامة «لوف كابكيك» الخاصة بالمراهقات. والطريف أن الدور التي تستعين بصوفيا مانوشا لا تشبه بعضها بعضاً البتة، بل إنها متناقضة في أسلوبها الترويجي، وفي فئات النساء اللواتي ترغب في استقطابهن. فمن جهة هناك علامة «لا بريري» السويسرية، المتخصصة في مستحضرات التجميل المصنوعة من خلاصة الكافيار وأسعارها خيالية، ودار «كارولينا هيريرا» ذات المنتجات الفاخرة، ودار المبتكرة السعودية غادة... وكلها علامات تتوجّه إلى نساء يتمتعن بقدرة شرائية عالية. ومن جهة ثانية، ثمة علامات تجارية تتوجه إلى المراهقات والشابات عموماً، لا سيما من الطبقة الوسطى. وهذا ما تندر ملاحظته في هذا المجال، إذ غالباً ما تتخصص فنانة ما في تمثيل دور الأزياء الراقية أو في الثياب «السبور» للشابات، لكن ليس الإثنين معاً. وعن دَور الأناقة في مهنتها كممثلة، تقول مانوشا أن عهد الممثلة التي ترتدي بنطلون «الجينز» وتتخفف من الماكياج في الأماكن العامة، قد ولّى. إذ عادت الأمور، في رأيها، إلى ما كانت عليه أيام زمان، بمعنى أن الجمهور، كما أهل المهنة، ينتظرون من الفنانة أن تبذل المجهود الضروري كي تبدو جذابة وأنيقة في كل المناسبات، مؤكدة أن «العناية بالذات هي أكبر دليل على احترام الغير».