أفاد مكتب الدراسات الدولي للذكاء الاقتصادي التابع لمجموعة أوكسفورد للأعمال أن قطاع تقنيات الإعلام والاتصال بالمغرب واصل نموه بوتيرة سريعة، ليتجاوز سقف الأهداف المحددة، وذلك بفضل استقرار القدرة الشرائية للأسر ودعم مطرد للحكومة. وأوضح نفس المصدر في تقريره برسم 2012 حول المغرب، أنه في سياق استراتيجية «المغرب الرقمي 2013» التي تمت بلورتها في سنة 2009? راهنت الحكومة على رفع عدد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت والنقال إلى 34 مليون مشترك في غضون 2013، مبرزا أن عدد المشتركين في هاتين الخدمتين تجاوز هذا السقف منذ منتصف سنة 2011. وأكد المكتب أن تقوية المنافسة في هذا القطاع عقب ولوج شركة «وانا» سوق الهاتف النقال ساهم في انخفاض سعر المكالمات الهاتفية. وأشارت مجموعة التفكير التابعة لأوكسفورد للأعمال، في تحليلها لأداء الفاعلين الثلاثة في قطاع الاتصالات (شركة اتصالات المغرب وميدتيل ووانا) إلى التطور الإيجابي لخدمات الهاتف الثابت والنقال، مشددة على الجهود التي يبذلها المغرب من أجل توسيع قاعدة ولوج الساكنة، خاصة تلك المتواجدة بالمناطق النائية? إلى خدمات الهاتف. ويرمي برنامج الولوج إلى خدمات الهاتف الذي تم وضعه في هذا السياق، إلى توسيع بنيات الاتصالات لتشمل 9263 مدينة وقرية، مضيفة من جهة أخرى أن المغرب أصبح رائدا عالميا في مجال مراكز النداء التي تستعمل اللغة الفرنسية. وفي هذا السياق، ارتفع رقم معاملات هذه المراكز بنسبة 20 في المائة في سنة 2010 ليتجاوز ما حجمه 362 مليون أورو، مبرزا أن هذه الصناعة راهنت على تحقيق نسبة نمو تقدر ب15 في المائة برسم سنة 2011. ولاحظت مجموعة التفكير البريطانية أنه في سنة 2010، شغل هذا القطاع أزيد من 350 ألف شخصا، موضحة أن المغرب احتضن عند متم شهر شتنبر المنصرم زهاء 506 مركزا للنداء مقابل 235 مركزا فقط في سنة 1998. وسجلت مجموعة أوكسفورد للأعمال أن الاستثمارات تسجل ارتفاعات مطردا في هذا القطاع، على الرغم من أن المهنيين باتوا يشتكون من قلة الموارد البشرية المؤهلة لإدارة هذه المراكز التي تستوجب إلماما جيدا باللغات الأجنبية، مذكرة بأنه في اكتوبر 2011، عبرت شركة (أمازون) العالمية عن نيتها في فتح مركز نداء بالمغرب، يمكن أن يشغل أكثر من مائة شخص، وهو رقم قد يرتفع الى 400. وأضافت أن برنامج المغرب الرقمي 2013 له تأثير ملحوظ في ما يتعلق بتحفيز نمو قطاع ترحيل الخدمات (الأفشورينغ) مشيرة الى أنه تم تسجيل ارتفاع ملحوظ لصالح هذه الإستراتجية على مستوى إدخال الأنترنيت، وأكدت أن تكنولوجيا المعلومات تعد من بين الأولويات سواء بالنسبة للأسر أو الشركات المغربية. وأضافت استنادا إلى أرقام الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن 91 في المائة من المقاولات المغربية التي تشغل أزيد من عشرة أشخاص تستخدم الأنترنيت مشيرة الى أن هذه الشركات المغربية خصصت 8 في المائة من ميزانيتها للاستثمار في تكنولوجيا المعلوميات سنة 2010. وعلى مستوى الأسر سجلت مجموعة التفكير بأن 34 في المائة من الأسر المغربية كانت مجهزة بحواسيب سنة 2010 وتعد هذه النسب مرتفعة بشكل كبير عن تلك المسجلة ببلدان شمال إفريقيا. وسجلت مجموعة التفكير أن هذه النسبة سترتفع بفضل الامتيازات المتوفرة بالسوق، مضيفة أن 25 في المائة من الأسر المغربية ترتبط بالأنترنيت و49 في المائة من المغاربة استعملوا الشبكة العنكبوتية وهو مستوى قياسي بالمنطقة. وبلغ عدد المشتركين في الانترنيت في دجنبر 2011، 3.1 مليون مشترك، مقابل 1.87 مليون في السنة الماضية، أي بارتفاع بلغ 70 في المائة.