شنت السلطات المحلية لمدينة آزمور، مؤخرا، حملة ضد الباعة المتجولين التي اكتسحوا الشوارع وأزقة المدينة واستباحوا بذلك الملك العمومي. وقامت خلال هذه الحملة التي استحسنتها ساكنة المدينة، بمنع الباعة المتجولين سواء الذين يستعملون العربات المجرورة باليد أو عبر الدواب من مزاولة نشاطهم غير المرخص به، كما منعت الآخرين من صنف ما يطلق عليه بالفراشة من احتلال الملك العام، لاسيما، بشارع محمد الخامس وطريق مولاي بوشعيب. وأفادت مصادر مهتمة بالشأن المحلي، أن السلطات المحلية أدركت أن بعض المنتخبين يستغلون هذه الظاهرة في جلب الناخبين واستمالتهم للتصويت لفائدتهم. وهم بذلك يتسترون عليها كخزان للأصوات الانتخابية يجدون فيها الدعم خلال المحطات الانتخابية. وأضافت، أن المحاباة الذي ينهجها المجلس البلدي بآزمور اتجاه هذه الفئة بغية أصوات انتخابية لم يعد له جدوى بعد تلقيها مذكرات بهذا الخصوص من الجهات الرسمية، حيث لا يمكن لأحد أن يتجاهل القانون الواضح في هذا الباب وما على السلطات إلا الحرص على تطبيقه والحسم فيه من أجل محاربة العشوائية والتسيب المالي للجماعة في الوقت الذي يؤدي أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية ضرائب جبائية عن محلاتهم و تجارتهم، إلى جانب أداء واجبات الماء والكهرباء، مما يشكل ذلك من منافسة غير مشروعة في التجارة، فظاهرة الباعة المتجولين كما أنها تحرم خزينة الدولة من أموال طائلة كان من الممكن أن تستغلها الدولة في تشغيل العاطلين وتشجيع الاستثمار، فإنها أيضا تحرم خزينة البلدية من عدة مداخيل يمكن أن تساهم بها الجماعة في توفير الأجواء المناسبة الكفيلة بجلب الاستثمار إلى المدينة وبالتالي خلق فرص شغل جديدة. وأشارت المصادر نفسها، إلى مخلفات هؤلاء الباعة من أزبال و نفايات، فضلا عما تخلفه من احتكاكات بين الباعة المتجولين وكلام ناب وتشجيع للسرقة والنشل. هذه الحملة التي شنتها السلطات المحلية معززة برجال القوات المساعدة رغم استحسان الساكنة لها فتعتبرها حلا ترقيعيا فحسب حيث ستعود حليمة لعادتها القديمة بعد أيام أو أسابيع. مما يتوجب التفكير في حل جذري للظاهرة من خلال إعداد فضاءات جديدة للتسوق بمختلف أحياء المدينة سيستفيد منها الباعة المتجولون وتتوزع من خلالها الأنشطة بالمدينة وترفع الضغط عن وسطها فيما يبقى السؤال المطروح متى سيتم التفكير في فتح أسواق تجارية بكل من حي أم الربيع الذي يتوفر على بقعة مجزأة لهذا الغرض أو بحي الوفاق بدل التركيز على «طلعة درب القشلة ومولاي بوشعيب»؟.