ظهرت علامات الرضا واضحة على محيا الناخب الوطني إيريك غيريتس من أداء لاعبه الجديد عبد العزيز برادة خلال مباراة الفريق الوطني أمام بوركينا فاسو بملعب مراكش الجديد ضمن استعدادات الكتيبة المغربية لبدء مشوارها في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل. واستقبل غيريتس صانع ألعاب خيطافي الإسباني بابتسامة عريضة وصافحه أثناء توجهه إلى مقاعد الاحتياط عقب استبداله بإبراهيم البحري، ما يعني أن الناخب الوطني راض عن أداء برادة خلال اللقاء الأول له رفقة «أسود الأطلس». يمكن اعتبار برادة أن أحد المحترفين المغاربة القلائل ممن تمكنوا من إثبات مؤهلاتهم بملاعب أقوى دوريات كرة القدم، قدم في مباراته رقم (1) مع الفريق الوطني أداء رائعا، وأبان عن مقدرته في صناعة اللعب والتحرك في طرفي الملعب، وكان صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل من خلالها المهاجم يوسف العربي الهدف الثاني ل»أسود الأطلس»، ليستحق برادة أن يكون رجل اللقاء الأول رغم أنه لم يزر شباك منتخب «الخيول». إن قرار ضم برادة إلى الفريق الوطني يحسب لصالح غيريتس، فالكل شاهد المستوى الطيب الذي ظهر به اللاعب خلال المباراة، ناهيك عن مستواه رفقة ناديه الإسباني ليفرض نفسه أساسيا في التشكيلة، وقبل ذلك يتذكر الجميع كيف كان برادة العنصر الأفضل دون منازع في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، لكن انضمام برادة إلى الأسود يعني أن الفريق الوطني قد يجد ضالته فيه كصانع ألعاب للأسود، هذا المركز الذي تناوبت عليه أسماء عديدة لكنها فشلت في إثبات جدارتها في حمل الرقم(10)، دون أن ننسى أن قدرات برادة تجعله لاعبا متعدد الاختصاصات، ويجيد اللعب على الأطراف كما بإمكانه أن يلعب خلف المهاجمين، وبالتالي فنجم خيطافي ربح كبير للفريق الوطني وللكرة المغربية إن استمر في هذا الإيقاع والتألق بالملاعب الإسبانية. أسماء أولمبية أخرى بصمت عن حضور قوي في اللقاء الودي. فالظهير الأيسر لنادي لانس الفرنسي زكرياء بركديش، قدم نفسه اسما قادما بقوة في الجهة اليسرى للفريق الوطني من خلال أدائه الدفاعي الجيد، ومساندته المتكرر لمساندة الخط الهجومي للأسود، خاصة بعدما منح غيريتس مدافعه الواعد فرصة لخوض المباراة كاملة، وهو ما استغله بركديش على أكمل وجه، ويبصم على أداء مقنع ربما سيكون مفتاحا أمام استمراره في اللعب بالرواق الأيسر للمنتخب بدلا من بدر القادوري الذي يبدو أن أيامه باتت قليلة مع «أسود الأطلس». فيما كان ثالث اللاعبين الأولمبيين، لاعب إيندهوفن الهولندي زكرياء لبيض الذي لم يظهر بالشكل المطلوب بالرغم من إشراكه منذ البداية، أن لبيض يقدم عروضا رائعة رفقة ناديه الهولندي وقاده الأسبوع الماضي إلى صدارة الدوري. مهاجم أولمبيك أسفي عبد الرزاق حمد الله كان الأولمبي الرابع في تشكيلة غيريتس، قابلته الجماهير القليلة التي حضرت ملعب المباراة، عند نزوله أرضية الميدان بهالة من التصفيق، بعدما استطاع هداف البطولة الوطنية أن يفرض نفسه ويصل إلى منتخب الكبار، ووجهت له الدعوة في آخر اللحظات بسبب إصابة مروان الشماخ. بيد أن حمد الله رفض أن يرد على تصفيق أنصار الأسود بطريقة مثالية، بعد أن أضاع المهاجم المسفيوي فرصة تسجيل هدفه الأول مع الفريق الوطني والثالث للمنتخب، وهو الذي كان في وضعية انفراد حقيقي بالحارس البوركينابي، وهذه أخطاء البداية تبقى مقبولة... بيد أن اللافت في المباراة، كان منح غيريتس خلال مجريات الشوط الثاني لاعبي البطولة الوطنية فرصة الظهور بقميص الأسود، إذ أشرك المدرب البلجيكي أن يشرك مدافع المغرب الفاسي سمير الزكرومي ليجاور زميله في الماص مصطفى المراني، بالإضافة إلى مشاركة بكر الهلالي عبد الرزاق حمد الله وإبراهيم البحري، قبل أن يضطر غيريتس إلى تعويض ظهيره الأيمن ميكاييل بصير بمدافع الفتح الرباطي عبد الفتاح بوخريص بعد تعرض الأول للإصابة. فهل يتعلق الأمر بقناعة شخصية من الناخب بضرورة منح الفرصة لهاته الأسماء أم أن ذلك ليس إلا نوعا من المحاباة؟ ربما غيريتس يسعى إلى الحد من انتقادات تهميشه للاعبي البطولة، وربما أشياء أخرى .!!! السؤال المطروح الآن: كيف سيتعامل غيريتس مع هذه الأسماء الجديدة في حال أثبت أحقيتها في اللعب أساسية؟ وما هو المنظور الجديد للاعب الدولي بعد الإخفاق الأخير؟ ألا يجب على غيريتس أن يعيد ترتيب أوراقه مستقبلا، في وقت يطغى التشاؤم والإحباط على الجمهور المغربي الذي لم يعد يثق في قدرات «أسود الأطلس» على إدخال البهجة والسرور، وليعلم غيريتس أن التأهل إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتحقيق نتائج إيجابية بكأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، هو الكفيل بإطفاء غضب الجماهير المغربية، وفرصته لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مع المغاربة.