إحالة تسعة متهمين على النيابة العامة باستئنافية الدارالبيضاء والبحث جار عن تسعة آخرين ساهم العثور على هاتف نقال بمسرح الجريمة، في التعجيل بالكشف وتفكيك عصابة إجرامية تتكون من تسعة أشخاص، كانت تحاول سرقة الأسلاك النحاسية للشبكة العنكبوتية للاتصال الهاتفي الثابت، يوم الثلاثاء الماضي، من إحدى الشركات المتواجدة بالحي الصناعي بالمحمدية، قبل أن تضطر لمغادرة المكان، بعد اكتشاف أمرها من طرف حراس الشركة الذين استعانوا بالكلاب لمطاردتهم. وبعد البحث والتحقيق مع صاحب الهاتف النقال، نفى علاقته بجريمة السرقة، وأنه سبق أن سلم هاتفه لصديق له، مما جعل عناصر الشرطة القضائية تقوم بالبحث. وبعد الاستماع إليه، اعترف بكل التفاصيل وبباقي أعضاء العصابة التسعة، الذين أحيلوا صبيحة أمس على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، «من أجل تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات الموصوفة بجناية والتخريب وتغييب منشآت عمومية ذات منفعة عامة، واستعمال ناقلة ذات محرك، والمشاركة وإخفاء مسروق متحصل عليه من جريمة»، كل حسب المنسوب إليه، فيما مازال البحث مستمرا عن تسعة أشخاص آخرين في حالة فرار بعد أن حررت في حقهم مذكرات بحث على المستوى الوطني. وكانت عدة شركات تتواجد بالحي الصناعي بمدينة المحمدية، قد تعرضت خلال الأشهر الأخيرة، لعمليات السرقة ضمنها سرقة أنابيب من الإينوكس، وأوعية للصيانة ومادة النحاس والحديد وحاويات تضم رؤوسا نحاسية وأسلاكا من مادة النحاس، وحوالي 2000 مترا من الأسلاك النحاسية، مما جعل السلطات الأمنية تكثف من دورياتها، خصوصا ببعض التجزئات المجهزة حديثا والتي تنعدم فيها الإنارة، حيث كان أفراد العصابة يقومون بسرقة الأسلاك المتعلقة بخيوط الهاتف، قبل حرقها لاستخلاص مادة النحاس منها. وتضم هذه العصابة الإجرامية، أربعة متهمين رئيسيين، ووسيطا، إضافة إلى أربعة متهمين آخرين كانوا يقومون بشراء مادة النحاس المحصل عليها من سرقات سابقة. ويقطن جميع المتهمين الرئيسيين بدوار لشهب المحاذي للحي الصناعي، وجميعهم من ذوي السوابق العدلية. وكانت المصالح الأمنية بالمحمدية، قد عقدت لقاء صحافيا، أول أمس الأحد، كشفت فيه عن أفراد هذه العصابة، كما قامت رفقة ممثلي وسائل الإعلام بمعاينة مكان إحراق أسلاك الهاتف لاستخلاص مادة النحاس بها، وكذا مقر الشركة الذي استهدفته هذه العصابة، حيث أبرز بعض مسؤوليها حجم الأضرار التي تكبدتها الشركة من خلال سرقة أسلاك محطات استقبال وتوزيع الهاتف النقال في وقت سابق.