سيباستيان كو: اختياري للمغرب نابع من مكانته الخاصة وعلاقاتي الحميمية مع أبطاله كمال لحلو: إحداث لجنة وطنية للرياضة ذات مستوى عال بدأ يعطي النتائج المنتظرة أعرب البطل الأولمبي البريطاني السابق اللورد سيباستيان كو، رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 (27 يوليوز - 12 غشت)، عن أمله في أن يحظى أحد بلدان القارة الإفريقية في المستقبل القريب بشرف تنظيم إحدى دورات بطولة العالم لألعاب القوى والألعاب الأولمبية. وقال كو في ندوة صحفية عقدها أول أمس الخميس بالمعهد الوطني للرياضات مولاي رشيد بالمعمورة (ضواحي سلا)، إن الرياضيين الأفارقة أثروا على الدوام الألعاب الأولمبية وألهموا العالم بأدائهم الرائع ومنهم العداؤون المغاربة على غرار سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج. وأضاف كو، إن القارة الإفريقية هي القارة الوحيدة التي لم تنل بعد هذه الحظوة، وقال «أنا أحلم كما يحلم كثيرون حول العالم، أن تقام الأولمبياد على أرض هذه القارة»، معربا عن أمله في أن تتاح الفرصة يوما ما لبلد إفريقي لتنظيم هذه الألعاب أو بطولة العالم لألعاب القوى ملثما أتيح لجنوب إفريقيا تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2010. وفي سياق متصل، ذكر سيباستان كو، بالاهتمام والدعم اللذين تحظى بهما الرياضية في المغرب الذي أنجب أبطالا عالميين لا يشق لهم غبار في ألعاب القوى، معربا في ذات الوقت عن إعجابه بالبنيات التحتية التي يزخر بها والتي من شأنها أن تكون حافزا له لتقديم ترشيحه لاستضافة تظاهرات عالمية من حجم كبير. وعن اختياره للمغرب من ضمن البلدان، التي تشملها جولته الترويجية لدورة الألعاب الأولمبية، قال كو «المغرب له مكانة هامة. فهو بلد ألعاب القوى بامتياز وتربطني علاقات حميمية بأبطاله الكبار ومنهم نوال وهشام، وبالتالي فإنني لن أتردد في زيارته كلما أتيحت لي الفرصة». وأوضح كو أن بلاده لن تدخر أي جهد لتوفير سبل النجاح للألعاب الأولمبية حتى تكون دورة لندن من أنجح الدورات الأولمبية على الإطلاق وإن كان لكل دورة خاصياتها وقيمتها المضافة. وقال «إذا تهيأت الظروف المناسبة للرياضيين وللقائمين على إعداد الفرق فإن أداء الرياضيين سيكون بكل تأكيد متميزا». وتحدث كو عن زيارته لتانزانيا التي تعد من بين البلدان الإفريقية التسعة التي يشملها برنامج «الإلهام الدولي» الذي «هو من صميم أولمبياد لندن 2012، ومن صميم عزمنا على استغلال الألعاب الأولمبية كعامل محفز لتغيير حياة الناس وحياة المجتمعات، وذلك على نحو ما جاء في عرضنا لاستضافة الأولمبياد». وقال «إن برنامج الإلهام الدولي حافل بالأمثلة الدالة على قدرة الشباب الممارس للرياضة على مد الجسور مع المجتمعات التي يعيشون فيها وخارج هذه المجتمعات» مذكرا بأن هذا البرنامج يشمل حاليا أكثر من 12 مليون طفل وشاب حول العالم، وهو قائم على الرؤية الخاصة بأولمبياد لندن الرامية إلى استغلال الألعاب الأولمبية والحركات المعنية بالأولمبياد وأولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة من أجل توطيد ارتباط مزيد من الشباب بالرياضة. وخلال هذه الندوة، التي حضرها البطلان الأولمبيان المغربيان السابقان، نوال المتوكل وهشام الكروج، عضوي اللجنة الأولمبية الدولية، وعدد من طلبة المعهد الوطني للرياضات مولاي رشيد، أبرز كمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية الرعاية السامية التي ما فتىء جلالة الملك محمد السادس يحيط بها الرياضة والرياضيين. وقال إنه بناء على توجيهات ملكية سامية تم قبل ثلاث سنوات إحداث اللجنة الوطنية للرياضة ذات المستوى العالي للسهر على إعداد وتتبع رياضيي النخبة، مذكرا بالنتائج التي سجلها الرياضيون المغاربة في مختلف الدورات الأولمبية منذ عام 1960 تاريخ أول مشاركة مغربية ولاسيما في أم الرياضات (ألعاب القوى). وأشار في هذا الصدد إلى تأهل 47 رياضي ورياضية في ألعاب القوى لدورة الألعاب الأولمبية بتحقيقهم للحد الأدنى إلى جانب خمس رياضات أخرى وهي كرة القدم والدراجات والسباحة والتايكواندو وقوارب الكاياك متوقعا أن تكون لبعض الرياضات الأخرى حظوظا وافرة في التأهل كالملاكمة والجيدو وبدرجة أقل الرماية بالقوس والمسايفة والبادمنتون والمصارعة. وقام سيباستيان كو بالمناسبة بزيارة استطلاعية لمختلف مرافق المعهد الوطني للرياضات مولاي رشيد، والذي اعتبره من المراكز الرياضية من الطراز الرفيع وذات المواصفات العالمية، وتتبع حصصا تدريبية لبعض الرياضيين المستفيدين من البرنامج الوطني لإعداد رياضيي النخبة في إطار استعداداتهم لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لندن 2012. وكان رئيس اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية لندن 2012 قد اجتمع في وقت سابق مع وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية السيد حسني بنسليمان.