المغرب يسعى لوقف إراقة الدماء والجامعة العربية تقرر وقف عمل بعثة المراقبين أعرب ممثل المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة عن انشغاله العميق بالوضع في سوريا، ورغبته في التوصل إلى حل سلمي للوضع في هذا البلد العربي يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري، ومحاولة تعزيز الحوار بين الحكومة والمعارضة لتحقيق هذا الحل. في الوقت الذي قررت فيه جامعة الدول العربية وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سورية. وأوضح ممثل المغرب بالأممالمتحدة، محمد لوليشكي، عقب المشاورات بين الدول الأعضاء بمجلس الأمن، الجمعة الماضي، بخصوص مشروع قرار قدمه المغرب بشأن الوضع في سوريا، أن مشروع القرار يسعى إلى وضع حد لإراقة الدماء والعنف في هذا البلد الشقيق، مهما كان مصدره، والتشجيع على إيجاد حل سياسي قائم على الحوار بين الأطراف. وشدد ممثل المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة على أن مشروع القرار الجديد بشأن سوريا أدرج كل المبادئ الأساسية والمرجعية في هذا الإطار، والمتمثلة في عدم استخدام القوة، واحترام السيادة والوحدة الترابية لسورية، واحترام حقوق الإنسان، وأيضا تعزيز الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة. وأشار لوليشكي إلى أن مشروع القرار قدم بشكل مشترك مع سبعة من الدول الأعضاء بمجلس الأمن، وهي فرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة والبرتغال وألمانيا وكولومبيا وتوغو، وحظي بدعم ست دول عربية بالأممالمتحدة، وهي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن وليبيا، حرص على دمج جميع التدابير التي اتخذتها جامعة الدول العربية في 22 يناير الجاري في القاهرة وترتيباتها. وفي الوقت الذي ينتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا في هذا الشأن، أعلنت جامعة الدول العربية أنها قررت وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سورية بشكل فوري إلى حين عرض الموضوع على مجلس جامعة الدول العربية، وذلك بسبب تدهور الأوضاع بشكل خطير، واستمرار استخدام العنف وتبادل القصف وإطلاق النار، الذي خلف ضحايا جددا من السوريين الأبرياء. وعزا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بنحلي، هذا القرار إلى «الظروف والتعقيدات على الساحة السورية»، نتيجة التصعيد وتبادل العنف والقصف، ملمحا إلى أن هذا القرار يمكن أن يكون مقدمة لسحب المراقبين العرب. وقال «لا نريد أن نعرض البعثة لأية أخطار». واعتبر أحمد بنحلي في تصريحات صحفية أن قرار الجامعة العربية من شأنه إعطاء فرصة للمراقبين لإعادة تقييم الوضع، خصوص وأن هناك مناطق يصعب لبعثة المراقبين الوصول إليها. نفس التأكيدات جاءت على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أول أمس السبت، حيث أكد أن قرار وقف عمل بعثة المراقبين، أملته ظروف تدهور الأوضاع بشكل خطير في سورية واستمرار استخدام العنف وتبادل القصف وإطلاق النار، بالنظر على لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الخيار الأمني، وهو ما يتعارض مع كامل الالتزامات المنصوص عليها في خطة العمل العربية وبروتوكول مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية.