لم تكن هذه، المرة الأولى، التي تقف فيها المخرجة الدانماركية، فريديريك أسبوك، أمام لجنة تحكيم متخصصة، لتقييم عمل من إنجازها، في مهرجان سينمائي، إذ سبق لهذه المخرجة أن خاضت التجربة نفسها، من خلال فيلمها القصير «happy now» الذي ،مثلت به بلدها الدانمرك في مهرجان كان، سنة 2004، وأبت فريديريك، أن تخرج من المهرجان خاوية الوفاض، إذ حظيت بإحدى جوائزه، كما حظيت أيضا بالجائزة الكبرى لمسابقة الفيلم القصير، في مهرجان السينما الأمريكية في السنة نفسها. لكن فوز فريديريك أسبوك، اليوم بالجائزة الكبرى عن لجنة تحكيم يرأسها إمير كوستوريتكا، مختلف تماما، أولا لأنه الفيلم الأول الطويل لهذه المخرجة الدانماركية، وثانيا لأنه المشاركة الأولى لها في مهرجان بحجم تظاهرة مراكش. وتدور أحداث آخر فيلم في مسابقة الفيلم الطويل «خارج المسموح»، في جزيرة عاصفة مهجورة، حيث يحكي الفيلم عن شخصية ستيلا، التي تزور رفقة زوجها أوسكار، والدها ناثا، الذي يعيش وحيدا رفقة كلبه لابرادور. وتغمر ستيلا سعادة كبيرة وهي تتطلع لقدوم مولودها، بينما تثار حول الزوج أوسكار العديد من التساؤلات، بعد أن بدأ ينتابه شعور بالحيرة من خلال علاقته بهذا الأب وسلوكه المستفز وعلاقته بابنته، فيصبح الصراع بين الرجلين أمرا حتميا، فيتجد ستيلا، نفسها حائرة بين الرجلين المحوريين في حياتها، مضطرة إلى اتخاذ قرار بين الوقوف في وجه زوجها مؤيدة والدها، أو التصرف بالعكس، لتكسب زوجها وأسرتها، التي من المنتظر أن تبدأ مرحلة جديدة مع قدوم المولود الجديد. والغريب في الفيلم، أن المخرجة الدانمركية، استطاعت بالاعتماد على ثلاث شخصيات محورية في الفيلم، وكلب، ترجمة واقع درامي تتداخل فيه مجموعة من العوامل والإكراهات النفسية، ما جعل العديد من المتتبعين، يؤكدون أن فكرة الفيلم بسيطة لكنها فعالة ومثيرة. وتعاونت المخرجة فريديريك أسبوك، في الفيلم، الفائز مع بعض الأسماء الفنية المعروفة، من بينهم كارستن بيورنلاند، وستيفاني ليون، وجاكوب إكلوند. الجدير بالذكر، أن فريديريك أسبوك، المزدادة سنة 1974 ، حاصلة على دبلوم في الإخراج السينمائي من جامعة الفنون بنيويورك، سنة 2004 ، بالإضافة إلى دبلوم آخر في الديكور، من مدرسة ويمبلدون للفنون في لندن. خاضت فريديريك أسبوك، مجموعة من التجارب في مجال إخراج الفيلم القصير، من بينها the bro-» سنة 1999 ، و ،»footsteps» عام 2001 «lion-tamer» سنة 2000 ، و ،»zns. وتستعد فريديريك، لعرض فيلمها «خارج المسموح»، في فعاليات دورة مهرجان «كان» لهذا العام، في إطار الأفلام المعروضة خارج المسابقة.