كشف تقرير طبي عن أن نسبة الكسور المنهكة الناتجة عن مرض ترقق العظام ستزيد إلى أربعة أضعاف بحلول سنة 2050، في عدد من الدول العربية، بينها لبنان وسوريا والأردن. ونبّه التقرير الذي أطلقته المؤسسة الدولية لترقق العظام وأدار عملية إعداده أكاديميون من الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع الجمعية العربية لترقق العظام، إلى أن التكاليف والأعباء البشرية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المرض سترتفع بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وتم جمع بيانات التقرير من نحو 17 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إضافة إلى تركيا، وركّز على درس ترقق العظام في كل من هذه الدول وفي المنطقة، من الناحية الوبائية ومن حيث كلفته والعبء الذي يمثله. وتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تزايداً في عدد الكسور المنهكة الناتجة عن هشاشة العظام في منطقة الشرق الأوسط ككل. وحذّر التقرير من أن نسبة الوفيات المتأتية عن هذه الكسور هي في هذه المنطقة أكبر مرتين مما هي في الدول الغربية، إذ تصل إلى ما بين 40 و60% في السنوات الثلاث التي تلي الإصابة بالكسور. ونبّه إلى أن الأبحاث المتعلقة بمرض ترقق العظم والكسور الناتجة عنه، قليلة جداً في المنطقة. ولاحظت الأمينة العامة للجمعية العربية لترقق العظام الدكتورة جيما أديب، وهي مؤلفة أولى للتقرير، أن النقص في الفيتامين (د) لدى الأفراد «منتشر على نطاق واسع في الوقت الراهن، إضافة إلى نقص كمية الكالسيوم في الجسم والتي تعتبر مسؤولة جزئياً عن الزيادة المقلقة في مرض ترقق العظام». وكشفت عن أن «نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص في الفيتامين (د) قدرت بما بين 50 و80% في كثير من البلدان العربية ومن مختلف الفئات العمرية على الرغم من أن أشعة الشمس وفيرة في المنطقة». ولاحظ رئيس المؤسسة الدولية لترقق العظم البروفسور جون كانيس «مدى تجاهل المشكلة وعدم اعتبارها من الأمراض الخطيرة، رغم صعوبة وكثرة الأعباء الناتجة عن الكسور وهشاشة العظام». نقص فيتامين «د» مرض خفي يهدّد 90% من الفتيات في السعودية ودقّ طبيب سعودي ناقوس خطرا يهدد النساء السعوديات خصوصاً اللاتي في أعمار المدارس يتمثل في نقص فيتامين «د» الذي يحصل الجسم على 90% منه من أشعة الشمس. وقال استشاري الغدد الصماء والسكري بجامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية للغدد الصماء والاستقلاب الدكتور عطا الله الرحيلي إن مرض نقص فيتامين «د» هو من أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم، ومن أسبابه الرئيسة عدم تعرض جلد الإنسان لأشعة الشمس المباشرة، حيث توجد شريحة من الناس وتبلغ أكثر من 80% لديهم ردّة فعل لأشعة الشمس الحارقة. وأفاد الرحيلي بأنه وفقاً لدراسة حديثة لم تُنشر بعد، قد ترتفع النسبة إلى أكثر من 90% لطالبات المدارس في المرحلة المتوسطة والثانوية، وطالب بسنّ قانون يُلزم الشركات المنتجة للحليب والألبان بدعمها بكميات من فيتامين «د»، موضحاً أن أفضل فترات التعرض للشمس تكون ما بين 10 صباحاً و12 ظهراً. ومن أعراض مرض نقص فيتامين «د» التعب والإعياء والفتور والخمول وآلام في العظام خاصة في الأطراف السفلية وأسفل الظهر، بالإضافة إلى القلق والأرق وتساقط الشعر خاصة عند النساء. ونصح الرحيلي بالمبادرة إلى الكشف الطبي إذا ظهر أحد هذه الأعراض على الشخص، ويتطلب ذلك إجراء فحص الدم لقياس مستوى فيتامين «د» في الجسم، والعلاج يتمثل في التعرض المباشر لأشعة الشمس وتناول بعض الأغذية الغنية بفيتامين «د» كسمك السلمون والبيض.