هنأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه زعيم حزب حركة النهضة الاثنين الماضي، راشد الغنوشي على فوز حزبه في الانتخابات الأخيرة بتونس، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها مستعدة للتعامل مع الإسلاميين في تونس. وأعلن مصدر قريب من وزير الخارجية الفرنسي أن جوبيه اتصل بالغنوشي لينقل له «رسالة ثقة دون أحكام مسبقة أو محاكمة للنوايا». وتأتي هذه المكالمة لتؤكد تصريحا أدلى به وزير الخارجية الفرنسي لإذاعة «أوروبا1» ذكر فيه أن بلاده مستعدة للعمل والتعاون مع حزب حركة النهضة التونسي الإسلامي، وأنه هو شخصيا يريد «أن يثق» بمسؤولي هذا الحزب. وأضاف جوبيه في تصريحه الإذاعي أن مسؤولي النهضة التي فازت في 23 أكتوبر الماضي بنحو 40 في المائة من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي، يؤكدون أنهم يريدون بلدا مرجعيته الإسلام، وتحترم فيه الديمقراطية. وتساءل رئيس الدبلوماسية الفرنسية «لماذا لا أصدقهم؟ أنا أثق في الناس.. سنعمل معهم»، مضيفا أن «الانطلاق من مقولة أن الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان أمر غير عادي». موقف جوبيه بدا متناغما مع إعلان نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون استعداد الولاياتالمتحدة للتعامل مع الإسلاميين في تونس. وقالت كلينتون أمام «أن دي أي» وهو مركز للدفاع عن الديمقراطية، إن «الإسلاميين ليسوا جميعهم سواسية». ودعت المسؤولين في حزب حركة النهضة إلى «إقناع الأحزاب العلمانية بالعمل معهم»، مؤكدة أن بلادها ستعمل معهم أيضا. وذكرت أن حزب حركة النهضة وعد باحترام الحرية الدينية وحقوق النساء، لافتة إلى أن «العديد من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في العالم تنخرط طبيعيا في لعبة الديمقراطية». وتابعت كلينتون القول «طوال سنوات، قال الطغاة لشعوبهم إن عليهم أن يقبلوا بهم لتحاشي المتطرفين، وغالبا ما كنا نحن أنفسنا نقبل هذا المنطق». يذكر أن حزب حركة النهضة فاز ب89 مقعدا من أصل 217 تشكل مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الذي سيشرف على كتابة الدستور التونسي الجديد. وما زالت المشاورات جارية بين النهضة وأحزاب أخرى من أجل تشكيل حكومة انتقالية تسير البلاد إلى حين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.