كشفت دراسة أجراها مؤخرا المعهد الوطني للأبحاث الفلاحية الفرنسي أن مادة «البسيفينول» أو ما يسمى بثنائي الفينل المتعدد الكلور، وهي مادة كانت تستخدم في صناعة الأدوات الكهربائية حتى عام 1985، ويتم توظيفها حاليا على نطاق واسع في صناعة المعلبات البلاستيكية، تعزز تخزين الكبد للدهون. وأكد باحثون بوحدة علم السموم التابعة للمعهد بتولوز أن المدهش في الأمر أنه بالرغم من قلة الجرعات التي قد يتم التعرض لها من هذه المادة، التي تشتمل أيضا على عناصر مشتقّة من مادة البروم المستخدمة في صناعة المواد المضادة للاشتعال، فإن آثارها تتسم بسلبية أكبر، إذ أن تأثيرها واضح على نشاط العديد من الجينات التي تشارك في إنتاج الدهون على مستوى الكبد. وأوضحت الدراسة أن الخطر لا يكمن في تجمع الدهون في ذاتها على الكبد، وإنما في الاضطرابات التي قد تلحق جراء ذلك بالآلية الاستقلابية وبأنسجة الجسم عموما، وما قد ينجم عن ذلك من أمراض كالسكري من النوع الثاني. وتنضاف هذه المخاطر إلى تلك الأضرار التي تم اكتشافها مؤخرا لهذه المادة، من ذلك تحفيزها لإنتاج الأنسولين من البنكرياس، وإلحاقها الأذى بالعينين والجلد وبهرمون الغدد الصماء. وفي سياق متصل أظهرت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفرد، مؤخرا، أن الفتيات اللواتي ظهرت لدى أمهاتهن نسب عالية من البيسفينول عند تحليل البول خلال فترة الحمل يعانين أكثر من الأخريات من القلق والاكتئاب وفرط النشاط. يذكر أنه تم في وقت سابق تم حظر استخدام ثنائي الفينول في صناعة زجاجات حليب الرضع بأوروبا وكندا، كما أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع قانون لحظر استخدامه في حاويات المواد الغذائية، وذلك اعتبارا من فاتح يناير 2014، فيما حددت الوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية الجرعة اليومية المقبولة من هذه المادة في وزن الجسم ب0.05 ملغم لكل كلغ. يشار إلى أن هذه المادة توجد في كثير من المنتجات اليومية، مثل حاويات البلاستيك والطلاء.