تواصل كرة القدم الوطنية التوهج قاريا ودوليا في مسابقات النساء والرجال، وفي ستة أيام حظيت المملكة بشرف تنظيم كأسي إفريقيا والعالم، بإقناع الإتحادين الإفريقي والعالمي، بملفين قويين يستجيبان للشروط والمتطلبات في مختلف المجالات لاحتضان الحدثين. وقراءة في مسار الكرة المغربية وإنجازاتها في العقدين الأخيرين يتضح التحول الذي شهدته بالحضور المميز للمنتخبات في المسابقات المغاربية، العربية والإفريقية وكذا الدولية على صعيد الأندية والمنتخبات في مختلف الفئات السنية. ومن أقوى الإنجازات، ما بصم عليه المنتخب الوطني الأول مؤخرا ببلوغ دور النصف في مونديال قطر، وتخليد حضور راقي فنيا وجماهيريا مما جعل المغرب عبر الكرة، يشد أنظار العالم ويحظى بإحترام كبير. وحقق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم نتائج مبهرة في ستة محطات في الفترة بين 23 نونبر 2022 و26 مارس 2023، بدءا بمنافسات مونديال قطر (دور المجموعات)، حيث تعادل مع منتخب كرواتيا المصنف 6 عالميا أمام 59407 متفرج ، ثم فاز على بلجيكا ب 2- 0 المصنف 5 بحضور 43738 متفرج. وفاز أيضا على منتخب كندا 2- 1 المصنف 44 وفي ملعب سجل حضور 43102 متفرج، وفي دور سدس العشر (مرحلة خروج المغلوب)، انتصر المنتخب الوطني على إسبانيا، المصنف 10 دوليا، بضربات الترجيح 3- 0 بعد العادل في الوقت الأصلي للقاء بدون أهداف، و ذلك أمام 44667 متفرج. وفي خامس مباراة في مرحلة دور ربع المونديال، هزم المنتخب الوطني منتخب البرتغال المصنف 8 عالميا، وأخرجه ب 1 – 0 و أقصاه في حضور جماهيري بلغ 44198 متفرج. وتأهل المنتخب المغربي إلى دور النصف موقعا على إنجاز تاريخي غير مسبوق، وبطموح و حماس ناقش مباراة النصف مع منتخب فرنسا وعينه على النهائي، لكن عوامل أخرى حالت دون استمراره، وتوقف بهزيمة أمام منتخب فرنسا ب 0- 2، وقد قدم عرضا فنيا محترما أمام 68294 متفرج. وعقب الإنجاز الإيجابي في المونديال، والاحتفال والاستقبال الملكي والشعبي للمنتخب الوطني في ال 20 من دجنبر، وتسلم جلالة الملك محمد السادس جائزة التميز في كيغالي رواندا من "كاف" بحضور "فيفا" يوم 14 مارس الأخير. وفي مباراة إستعراضية بالملعب الكبير لطنجة، فاز المنتخب الوطني وديا على منتخب البرازيل (المصنف 3 عالميا) بحصة 2- 1، أمام جماهير حضرت بعدد 65000 متفرج مسجلا حدثا غير مسبوق. وهكذا تألق المنتخب الوطني في خمسة مباريات من بين ستة، في فترة مدتها 120 يوم وتألق مدربه وليد الركراكي معتمدا 22 لاعبا في مواجهة مدربين بأسماء وقامات في مقدمتهم، الكرواتي زياتكو داليش، والإنجليزي جون هيندمان، والإسبانيان روبيرتو مارتينيز ولويس إنيريكي، والبرتغالي فرناندو مانويل، والبرازيلي رامون مينيزيس. وهي أيام جميلة تقاسم فيها اللاعبون ومؤطروهم ومسؤولي الجامعة والرعاية السامية لجلالة الملك، إنتصارات والأمل الاستمرار وتسجيل حضور أرقى في "كان" القادم بكوت ديفوار ومناقشة الفوز باللقب، والتأهب لضمان تنظيم ناجح في دورة "كان 2025" في الوطن، وتحضير مونديال كبير 2030، و رغبة الوطن ملكا وشعبا جامحة لمواصلة الشموخ دوليا.