قال احد المهندسين الذين صمموا النماذج الأولية لأجهزة الكومبيوتر الشخصية، او ال بي سي، إن عهد هذه الأجهزة قد ولى، وان مصيرها بات نحو الزوال، كما هو حال آلات الطباعة واسطوانات الموسيقى البلاستيكية، وغيرها من الابتكارات القديمة. هذا التعليق جاء في مدونة شخصية افتتحت في الانترنت احتفالا بمرور 30 عاما على إطلاق أول جهاز كومبيوتر شخصي من تصنيع شركة «آي بي ام» الأمريكية. في هذه المدونة قال الدكتور مارك دين أن جهاز الكمبيوتر الشخصي لم يعد في مقدمة صناعات الكومبيوتر والقطاع المحيط بها. ويضيف هذا الخبير الأمريكي قائلا: «لا يوجد جهاز بعينه تمكن من احتلال مكان الكومبيوتر الشخصي، بل استبدل بمنظومات من الابتكارات والاختراعات ذات الطبيعية الاجتماعية، أسهم الكمبيوتر الشخصي في ظهورها وتطورها». يذكر انه على الرغم من أن شركة «آي بي ام» لم تكن الاولى في تصنيع أول جهاز كومبيوتر شخصي، إلا أن إطلاق جهازها المعروف برقم 5150 في الثاني عشر من غشت من عام 1981 وضع النموذج القياسي والتصميم الأولي الذي بنيت وصممت عليه معظم أجهزة الكومبيوتر الشخصي لاحقا. ويقول الدكتور دين: «عندما أسهمت في تصميم الكومبيوتر الشخصي لم يخطر ببالي أنني سأعيش لأكون شاهدا على تراجع أهميته وزواله». ويمتلك الدكتور دين، المهندس المصمم في «آي بي ام»، ثلاثة من مجموع تسعة براءات اختراع دخلت في تصميم جهاز 5150، وعمل مع فريق من المهندسين لتطويره وإخراجه إلى الوجود. وقال المهندس الأمريكي انه تحرك بالفعل نحو المستقبل، أي نحو مرحلة ما بعد الكومبيوتر الشخصي، وان جهازه الرئيسي الذي يعتمد عليه هو الآن جهاز الكومبيوتر اللوحي. ولم ينكر الدكتور دين حقيقة أن أجهزة الكومبيوتر الشخصية ستظل في دائرة الاستخدام على نطاق واسع في المستقبل، لكنها لم تعد القوة الرئيسية في حركة الابتكار والاختراع في قطاع الصناعات الذكية كما كان في الماضي. ويقول أن البديل يتمثل في التفاعل الذي توفره أجهزة الكومبيوتر، إذ انه هو القوة الدافعة وراء التحسن الملموس في مستوى الكفاءات في مقر العمل، إلى جانب التغيرات التي تشهدها المجتمعات. وقال في المدونة» «صار واضحا أن ظاهرة الابتكار والاختراع تنمو وتزدهر ليس على أسس وجود الأجهزة فقط، بل على أساس الفضاء الاجتماعي الموجود بينها، حيث يتبادل الناس الأفكار ويلتقون ويتفاعلون». ويضيف: «في هذا الفضاء تحديدا يكون للكومبيوتر تأثير قوي وكبير على الاقتصاد والمجتمع وحياة الناس». وقد احتفلت شركة مايكروسوفت بهذه المناسبة بمدونة تناولت فيها التغييرات التي استحدثتها على النموذج الأولى لجهاز 5150. وفي هذه المدونة قال فرانك شو، من شركة مايكروسوفت، أن المستقبل القريب سيكون عهد جهاز الكومبيوتر الشخصي ولكن بأشكال وأساليب مختلفة، خصوصا وان التقديرات تشير إلى بيع أكثر من 400 مليون كومبيوتر شخصي في عام 2011. ويقول شو ان استخدامات الكومبيوتر الشخصي تعدت تلك الاستخدامات التقليدية، الى تحوله لمركز العاب وتسلية، وجهاز داعم للهواتف المحمولة، وغيرها من الاستخدامات المتنوعة. وتوقع شو أن يشهد المستقبل دخول مليارات من الناس إلى فضاء الانترنت، حيث سيستفيدون من مزاياه المتعددة، ويقتربون أكثر فأكثر من عالم الكومبيوترات، وهو اعتبره بداية عهد الكومبيوترات وليس نهايته