برنامج« فتح قلبك»مغامرة تلفزيونية غير مسبوقة ضمن برامجها الخاصة بموسم2011-2012، يبدو أن القناة الثانية تعيش منذ مدة على إيقاع الجديد، جديد على مستوى البرمجة المعدة لمشاهد سيكتشف أشكالا مبتكرة من برامج تلفزيون الواقع، كبرنامج «المدام مسافرة» أو البرنامج ذي الفكرة غير المسبوقة، الذي تسنى للأسر المغربية مشاهدة أولى حلقاته مساء أمس الجمعة 14 أكتوبر تحت عنوان «افتح قلبك» وطرحت قضيتين أولاهما مشكلة الإدمان والتعاطي للكحول وثانيهما مشاكل تربية الأبناء خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة، البرنامج الذي تبلغ مدته الزمنية 52 دقيقة، هو في الاصل من إنتاج شركة «عليان للإنتاج»، فكرة وتقديم الإعلامي رشيد حمان، الذي ينتجه فنيا بشراكة مع «عليان للإنتاج»، رشيد حمان الذي يعود الى دوزيم بعد غياب طويل. وبعد أربع سنوات قضاها في العمل منتجا لبرامج الأطفال بقناة «الجزيرة أطفال» وأكد بلاغ للقناة، توصلت الجريدة بنسخة منه: أن هذا البرنامج «يندرج ضمن الدفعة البرامجية الجديدة التي عملت القناة على إعدادها بما ينسجم مع نهجها للقرب أكثر من المشاهدين والحرص على تلبية حاجياتهم الملحة عبر خلق برامج مؤهلة لتشكل مواعيد قوية جديرة بالمتابعة وبتعزيز صورة ومكانة القناة». ويبدو للوهلة الأولى ما لهذا العنوان (فتح قلبك)، من دلالة وما يتضمنه من حمولة تحيل على مضمون يستهدف الإنسان وتركيبته النفسية المعقدة ويستهدف تقديم الدعم والمصاحبة لبعض العينات الاجتماعية المأزومة بغية إخراجها من مشاكل تعتقد أن لا حل لها، عبر مدها بالوسائل والأدوات التي تساعدها للخروج من السلبية والانهزامية التي تدور فيها، ويعتمد برنامج افتح قلبك على عينات من المواطنين ذوي المشاكل الخاصة من جهة ومن جهة أخرى يتم الاستنجاد بأطباء نفسيين واختصاصيين في مجل المصاحبة أو الكوتشينغ، لمرافقة كل حالة بالاقتراب منها وإيلائها الاهتمام، وتشخيص حالتها بالاستماع إليها ثم إقناعها للخروج من فقاعة الوهم التي تكبل انطلاقها للتفاعل ايجابيا مع نفسها ومع محيطها الأسري ومحيطها الاجتماعي العام، ولا يجب أن يفهم مما سلف أن هدف البرنامج تقديم الحلول الجاهزة للمشاكل المطروحة عليه، ولكن تقديم أو اقتراح خطوات منهجية مدروسة تكفل إذا ما أخذت بعين الاعتبار وبالجدية المطلوبة أن توصل إلى النتائج المرجوة، لكن كل المسؤولية تبقى على عاتق الشخص صاحب الوضعية المتأزمة ومدى اقتناعه ورغبته في الخروج من وضعية سيئة إلى غد أفضل والتهييء لانطلاقة جديدة نحو الحياة واستبدال المنظار الأسود بنظرة مليئة بالتفاؤل والكثير من الثقة باتجاه المستقبل. وحسب بلاغ القناة الثانية، فإن المنتوج الاعلامي، «فتح قلبك» هو تصور برامجي جديد يفرض نفسه كوثائقي واقعي يتيح مقاربة أفضل للقضايا والمشاكل ذات الطبيعة الإنسانية والاجتماعية، بأسلوب يتوخى القرب من المشاهد والتفاعل معه، وسيحرص البرنامج بالنظر لمساهمته في إرشاد المواطنين ومصاحبتهم، للاستفادة من خدمات أخصائيين تتم استضافتهم ليكونوا رهن إشارة الأشخاص المعنيين بعرض حالاتهم على الشاشة، من أجل مساعدتهم بكل مهنية على تدبير المشاكل التي تؤرقهم وتشغل بالهم.» كما أن هدف البرنامج، حسب نفس البلاغ دائما، «لا يكمن في تقديم حلول سحرية أو جاهزة، وإنما في تأمين مصاحبة حقيقية للحالات الإنسانية المعروضة قصد تمكين أصحابها أولا من فهم واستيعاب مشاكلهم، وتأهيلهم بالتالي لمعالجتها من موقع أفضل». البرنامج ليس ترفيهيا بالمرة، بقدر ما هو برنامج يطمح إلى أن يتضمن الكثير من الجدية في التعاطي مع المآسي الإنسانية، كمشاكل أوظواهر اجتماعية يتم التغاضي عن الواقع الاجتماعي كمحرك رئيسي لها وإقصاء وما يحفل به من ملابسات تكون بكل تأكيد وراء ما يتناوله البرنامج من زاوية التحليل النفسي للفرد كما لو كان هذا الفرد حالة معزولة لا تأثر أو تؤثر في النسيج الاجتماعي الذي يحتويها ويحدد نوعية سلوكها، إن سلبا أو إيجابا. نحن بصدد الحديث عن برنامج تلفزيوني عبارة عن تجربة إعلامية وتلفزيونية جديدة غير مستنسخة عن برنامج أجنبي، وغير مسبوقة، تجربة لها ما لها وعليها ما عليها، ولا يتوجب علينا أن نعتقد أنها قد تقوم مقام الجهات ذات الاختصاص وضمنها المجتمع المدني، ولكن يجب التعامل مع هذا البرنامج الفتي باعتباره نافذة نطل من خلالها على ما صار يحفل به واقعنا الحالي من مشاكل معقدة أملتها المتغيرات الطارئة، ومن تم وضع علامة استفهام كبيرة تدق ناقوس الخطر وتنبهنا إلى ضرورة اتخاذ المتعين للتقليص من حجم الضرر القادم بالتحرك وعلى عجل لأنه ليس من طبيعة التلفزيون وبرامجه إيجاد الحلول الناجعة للقضايا والمشاكل الاجتماعية، أو معالجتها.