افتتحت أمس بالدار البيضاء المناظرة الدولية الأولى حول الاستثمارات الفندقية والسياحية بإفريقيا، وهي أول مناظرة من نوعها تنظم في العالم. هذه المناظرة، التي سيحضرها العديد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين وأيضا مهنيو السياحة بالعالم، سيساهم في مناقشة محاورها الهامة وزراء مغاربة من ضمنهم بشير زناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، وصلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وأحمد رضا الشامي، وزير التجارة والصناعة والتكنلوجيا الحديثة، بالإضافة إلى مدراء عامين لعدد من المؤسسات العمومية والشبه عمومية من ضمنهم ادريس بنهيمة، مدير عام الخطوط الملكية المغربية؛ وفتح الله السجلماسي، مدير الوكالة المغربية للاستثمار؛ وغيرهما من الخبراء الدوليين والفاعلين العالميين في مجال السياحة. كما ينتظر المنظمون من هذه المناظرة أن تكون قنطرة بين مختلف الفاعلين والمستثمرين في العالم من جهة، والقارة الإفريقية التي بدأت تستأثر باهتمام الفاعلين في المجال السياحي وخاصة من البلدان النفطية. وحسب المنظمين لهذه المناظرة الدولية، فنوعية وعدد المتدخلين في مختلف محاورها تجعل من هذه المناظرة محطة هامة سواء من حيث الأفكار التي سيتم تداولها أو من خلال النوافذ التي ستفتح على مؤهلات العديد من الدول الإفريقية أمام مختلف الفاعلين والمساهمين والمستثمرين القادمين من مختلف الدول. ولن يكون المغرب إلا مستفيدا بشكل كبير من هذه المناظرة، حسب طارق الصنهاجي، أحد المنظمين لهذه الندوة ورئيس الشركة المغربية للهندسة السياحية التي أنشأتها الحكومة من أجل تنمية وإنعاش الاستثمارات السياحية بالمغرب. وحسب المتحدث، فالمغرب بمؤشراته الماكرو-اقتصادية المستقرة، ونسبة التضخم المتحكم فيها، ومعدلات الفائدة المنخفضة، بالإضافة إلى شبكات الاتصالات والبنيات التحتية، يسعى إلى جذب استثمارات أقوى في المجال السياحي. وأضاف أنه سيتم التعريف بكل ما يقدمه المغرب من تشجيعات في هذا المجال من إصلاحات قطاعية أو تحفيزات ضريبية وغيرها من قبيل مساهمة الدولة في اقتناء الأراضي التي ستقام عليها المشاريع السياحية، وأيضا مساهمتها في مجال التكوين المهني وتأطير الشباب العامل بالقطاع. كما سيتم التذكير بالإعفاء التام من الضريبة على الشركات خلال الأعوام الخمسة الأولى ومعدل 17.5 في المائة منذ دخول المشروع عامه السادس. كما تم التذكير بوجود، إلى جانب المؤسسات البنكية التجارية التي تتابع تمويل القطاع، صناديق استثمارية وطنية أنشئت لدعم دينامية تطور المشاريع السياحية. من ضمن المحاور التي تتناولها المناظرة تحليل مقارن لإفريقيا منطقة بمنطقة حيث يتم تناول المشاكل السياسية والاجتماعية والنمو الاقتصادي، والبنيات التحتية. كما سيتم استعراض المدن الأفريقية التي نجحت على المستوى السياحي مثل مراكش وأكادير ودكار وغيرها، مع تبادل الخبرات والأفكار والتجارب لتعزيز جاذبية القارة الإفريقية على مستوى الاستثمارات السياحية وتوسيع أسواقها السياحية على غرار ما حصل بالنسبة لآسيا التي تتقاسم مع القارة السمراء العديد من الخصائص السياسية والسوسيو- اقتصادية.