بحرصها على العمل بجدية وإتقان، وقدراتها على الاندماج وتجاوز الصعاب، بل وجعلها سلما للارتقاء، استطاعت خديجة بندام تحقيق قصة نجاح مبهرة، في مجال يتسم بدقة متناهية، يتمثل في ميدان السلامة النووية. خديجة بندام، وهي أول امرأة عربية وإفريقية يتم انتخابها في يناير 2023 عضوا في المجلس الدولي للجمعيات النووية، تؤكد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النجاح جهد ومثابرة وتفاعل مع متغيرات الظروف. وبالفعل، فإن هذه الجهود التي تبذلها لتعزيز السلامة النووية على أصعدة مختلفة، وطنيا ودوليا، حظيت بالاعتراف، إذ تم الاحتفاء بها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس 2022)، من طرف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية. وتجمع بندام بين تكوين أكاديمي متميز في المجال السلامة النووية سواء بالمغرب أو خارجه، وشغف كبير بالعمل الجماعي الهادف إلى تعزيز السلامة النووية، فهي خريجة المدرسة المحمدية للمهندسين في تخصص الهندسة البيئية، كما أنها حاصلة على شهادات جامعية ودبلومات أكاديمية في ميدان الحماية من الأشعة وفي الفيزياء النووية. لم تخف هذه الخبيرة الدولية الشغوفة بالتحصيل بأنه أحيانا "من الصعب" التوفيق بين الحياة المهنية والحياة الشخصية، لكن لديها "ميزة رائعة"، حسب قولها، وهي القدرة على تنظيم وقتها، إذ رغم الانشغالات المهنية والعلمية تحرص على التفرغ لأسرتها، لاسيما خلال العطلة الصيفية، تفاديا لأي تفريط قد يطال دورها الأساسي كأم وزوجة، كما لا تفوت فرصة ممارسة هوايتها المفضلة وهي الرياضة. وتعمل بندام، وهي مسؤولة منذ سنة 2015 عن عمليات تدقيق السلامة والأمن النووي والإشعاعي بالمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، بشكل دؤوب لتأكيد حضور النساء في مجال السلامة النووية. وتؤكد بندام، رئيسة ومؤسسة مجموعة الخبراء الدولية للنساء (WINEPRI) في ميدان الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية التابعة ل(WiN Global)، أنها تسعى إلى إسماع صوت المرأة المغربية، وذلك في مجال دقيق يتسم بوجود عدد قليل من النساء، ويتعلق الأمر بمجال السلامة النووية. كما تعمل رئيسة الفرع المغربي للجمعية الدولية للنساء العاملات في الحقل النووي "WiN Maroc"، من أجل إثبات قدرات المرأة عموما، والمغربية خصوصا، على الصعيدين الوطني والدولي. وتعد خديجة إحدى النساء المغربيات اللواتي نجحن في بصم مسار مهني حافل بالمنجزات العلمية يمتد لأزيد من 24 سنة، اضطلعت خلاله بتنسيق العديد من المشاريع الوطنية والإقليمية في مجال التأهب والاستجابة للطوارئ الإشعاعية و/ أو النووية. إن تفاني هذه المهندسة المغربية وإخلاصها في العمل وإسهاماتها المتميزة في مجال السلامة النووية أهلها لتولي منصب خبيرة لدى الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية في الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها والحماية من الإشعاع منذ سنة 2008 في إفريقيا وآسيا وأوروبا. في رصيدها أزيد من 50 خبرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجالات تصميم وإجراء وتقييم التمارين الإشعاعية، وفي تقييم خطط الطوارئ الإشعاعية الوطنية، إلى جانب تطوير مواد تدريبية للمتدخلين الأوائل، وأيضا في التواصل مع الجمهور في حالة الطوارئ الإشعاعية و/ أو النووية. وفي رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، تشدد بندام على ضرورة إتاحة مزيد من الفرص أمام المرأة المغربية في الريادة وفي تحمل المسؤوليات الكبرى وإثبات قدراتها وكفاءاتها في مختلف المجالات، فالعمل الجاد يتم تتويجه، تضيف بندام، "عاجلا أم آجلا".