يبدو منتخب البرازيل أبرز المرشحين لتعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب في نهائيات كأس العالم (5 مرات) قبل شهر من انطلاق العرس الكروي في قطر، في حين رسمت أكثر من علامة استفهام حول مستوى المنتخبات الأوروبية العملاقة التي تعاني إصابات عدة في صفوفها. قد لا يكون ما حدث في الماضي مهما، لاسيما أن النسخة المقبلة ستكون الأولى في الشرق الأوسط والأولى في شهري نونبر ودجنبر، في خضم الموسم الأوروبي. كما قد يلعب التاريخ دورا لأن تتويجات البرازيل الأربعة الأخيرة في كأس العالم جاءت كلها خارج أوروبا، بعد أن حققت باكورة ألقابها في السويد عام 1958، علما أن منتخبات أوروبا سيطرت على اللقب منذ 2006. سقط المنتخب البرازيلي تحت وطأة الضغوطات على أرضه عام 2014، عندما مني بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم لم يقدم العروض المرجوة منه في روسيا 2018، لكنه يخوض غمار النسخة المقبلة بعد سلسلة مدهشة وبتشكيلة قوية لا تعتمد فقط على نجمها نيمار. سيظل الأخير يجذب أكبر قدر من الاهتمام، لكن المدرب تيتي يملك فريقا رائعا بدءا من أليسون بيكر في المرمى، مرورا بفابينيو وكازيميرو في خط الوسط، وسرعة إيقاع فينيسيوس جونيور بالإضافة إلى خطورة كل من روبرتو فيرمينو وريشارليسون. وقال كافو قائد البرازيل خلال تتويجها الأخير في مونديال 2002 مؤخرا ل (غلوبي سبورتي) "البرازيل اليوم أكثر استعدادا وخبرة. لا تعتمد على لاعب واحد". وأضاف "لدينا فريق سيسمح لهذا اللاعب (نيمار) بالتميز. أعتقد أن البرازيل تبدو جيدة ولديها فرصة كبيرة للفوز بكأس العالم". ومع ذلك، فإن علامة الاستفهام الكبيرة المحيطة بالبرازيل هي أنها لم تخض مباريات مع منتخبات النخبة الأوروبية، منذ سقوطها أمام بلجيكا في ربع نهائي مونديال روسيا قبل أربع سنوات. في المقابل، تفوقت الأرجنتين على إيطاليا بطلة أوروبا 3-0 في مباراة جمعت بين بطلي القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية. كما تخوض ن بطلة العالم 1978 و1986، غمار المونديال في حالة جيدة، حيث لم تخسر في 35 مباراة تواليا منذ سقوطها أمام البرازيل في كوباأمريكا 2019. وتحتل الأرجنتين المرتبة الثالثة في التصنيف العالمي لكن المدرب ليونيل سكالوني لا يملك العمق ذاته في تشكيلته مقارنة مع البرازيل، لكن هناك عدد كاف من اللاعبين الجيدين لإخراج الأفضل من ليونيل ميسي الذي سجل تسعة أهداف في آخر ثلاث مباريات ودية لبلاده. وببلوغه الخامسة والثلاثين تبدو نسخة قطر الفرصة الأخيرة لميسي للفوز بكأس العالم وقد يكون هذا الدافع قويا . قال ميسي لشبكة (أي آس بي أن) أخيرا "نعم، من المحتمل جدا أن تكون مشاركتي الأخيرة في كأس العالم". وأضاف "نخوض كأس العالم بتشكيلة قوية ومجهزة بشكل جيد، ولكن يمكن أن يحدث أي شيء. كل مباراة صعبة للغاية ولا يفوز المرشحون دائما باللقب". وبعد عقدين من الزمن، توج المنتخب الفرنسي بلقبه الثاني، لكن كل شيء ليس على ما يرام في تشكيلة المدرب ديدييه ديشان بسبب كثرة إصابات لاعبيها الأساسيين. وتراجع مستوى إنجلترا كثيرا وخير دليل على ذلك فشلها في الفوز في آخر ست مباريات لها وسيغيب عنها ظهيرها الأيمن ريس جيمس أحد أفضل لاعبيها، بسبب الإصابة. وليس من الواضح ما إذا كانت ألمانيا بالفعل أفضل من الفريق الذي أقصي من كأس أمم أوروبا 2020 في دور ال16، رغم من تعيين هانزي فليك بدلا من يواكيم لوف كمدرب. لقد عادت هولندا، لكن هل تبدو إلى جانب جارتها بلجيكا، كفائزين محتملين بكأس العالم؟ كما تتساءل البرتغال عما إذا كانت في حاجة إلى تقليص دور نجم كريستيانو رونالدو وإعطاء مساحة أكبر لنجومها المهاجمين الأصغر سنا. ويبقى أن نرى ما إذا كانت إسبانيا تملك دفاعا صلبا أو هجوما ناجعا.