تستمر جمعية العلامة الجمالية بوجدة بتعزيز المكتبة الوطنية بإصدارها الجديد الذي يحمل رقم 14 للدكتور محمد اليديمي، عن مطبعة جسور في طبعته الأولى لعام 2022، بعنوان "مدينة الناظور – نشأتها وملابسات تطورها"، يعرض المؤلف لحركية التعمير في مدينة الناظور وما نتج عنها من تحولات اقتصادية واجتماعية وعمرانية، من تقديم الدكتور عبد القادر اسباعي، موضحا أهميته قائلا أنه: " أداة عملية للتعريف بنشأة مدينة الناظور وبمراحل توسعها المختلفة، وهو في متناول الطالب والأستاذ الباحث والمختص في التهيئة المجالية والحضرية، لأن هذه الأخيرة تمر بالضرورة عبر معرفة دقيقة بكل مكونات المجال الحضري، وديناميته وآليات التخطيط والبحث عن العلاقات الموجودة بين كل مكوناته وعن التحولات السوسيو مجالية والسوسيو اقتصادية التي يعرفها. ونجد كثيرا منها مفصلة في الكتاب، مرفوقة بالخرائط والصور من أجل مزيد من التوضيح". وقد تناول الكاتب في الفصل الأول من كتابه السياق التاريخي والإطار الجغرافي لنشأة مدينة الناظور من رؤية المحتل إلى الوضعية الراهنية، أما الفصل الثاني فقد تعرض فيه للمتغيرات والعوامل المساهمة في التوسع السريع للمدينة بعد الاستقلال، وقد حددها في الهجرة القروية ودور الهجرة الدولية وتحويلاتها، إضافة إلى دور الأنشطة المدرة للدخل السريع كتهريب السلع واستفحال المضاربة العقارية وغيرها، أما الفصل الثالث فتطرق لملابسات مراحل التوسع الحضري لمدينة الناظور بعد الاستقلال إلى نهاية الثمانينيات، واستمرار التوسع الحضري بين تطبيق تصاميم التهيئة الجديدة وواقع حالها، في حين تناول الفصل الرابع مظاهر التخطيط الحضري للمدينة في مقارنة بين هيمنة الملك الخاص ورهانات الحكامة والتنمية الترابية، وتحديد تجليات أزمة التدبير والحكامة الحضرية بالمدينة والتنمية الترابية وسياسة المدينة، ومن حسنات هذا المؤلف أنه مذيل بفهارس الأشكال والجداول والصور التي عزز بها المعطيات الجغرافية والمعلومات المتعلقة بالدينامية الحضرية لمدينة الناظور، خصوصا مع اعتماده المقاربة الكرونولوجية التي تستوجب التتبع منذ النشأة إلى ما آلت إليه المدينة، وهذا ما أكسب الكتاب فرادته وتميزه، كما بين ذلك المؤلف نفسه في الكلمة التي وضعها على ظهر غلافه إذ قال "نظرا لقلة الإصدارات التي تهتم بمثل هذه المواضيع بالدراسة والتحليل مع أخذ نماذج لمجالات محددة، ارتأيت التركيز على مدينة الناطور كمجال حضري حديث العهد لكنه يحمل مواصفات المدينة القديمة – بأزقتها الضيقة – في بعض أحيائها. وللوقوف على مختلف مراحل توسع المدينة وما صاحب ذلك من اختلالات في المشهد الحضري".