يحتفل العالم في 8 مارس من هذه السنة باليوم العالمي للمرأة تحت شعار «كسر_التحيز، تحقيق المساواة بين الجنسين من أجل مستقبل مستدام». وفي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، تطرح نقاشات عديدة حول ما تحقق للمرأة في العالم خلال السنة. فأحوال المرأة حول العالم، تأثرت كثيرا بجائحة كورونا والصراعات السياسية في عديد من الدول. وما يقع حاليا بين أوكرانيا وروسيا، سيزيد من الآثار السلبية على المرأة. إن المرأة لازالت لم تحصل بعد على فرص اقتصادية متساوية مع الرجل، والفجوة بين ثروات الرجل والنساء لا زالت عميقة. ولا يمكن للمرأة أن تنال حقوقها كاملة في مكان العمل إلا إذا كانت تحصل على حقوقها في المنزل. ففي اليوم العالمي للمرأة، يلتقي الجميع عند الاحتفاء بهذا اليوم، كل بأسلوبه الخاص، والكل يدلو بدلوه لإبراز كافة المجالات التي خاضت فيها المرأة نضالات مريرة لسنوات طوال، ويسلط الضوء على ما اعترضها من صعوبات واكراهات لتحقيق النزر اليسير من المكتسبات. لكن هل ساهم الجميع حقا في تعبيد الطريق أمام المرأة أو على الأقل ساهم فيما حققته من مكاسب؟ صراحة يمكن القول إن الفضل في كل ما قطعت المرأة من مشوار يعود لها. فقد استطاعت أن تثبت وجودها وأن تحتل مراكز مرموقة وتبرز في مختلف العلوم، وتمكنت من تخطي الصعاب وتولت مناصب وزارية وبرلمانية كانت حكرا على الرجل. فالمرأة، من خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، قادرة على مواصلة النضال من أجل نيل ما تطالب به والمتمثل في احترام حقوقها ومكانتها الإنسانية في المجتمع واحترام حقها في المشاركة في الحياة العامة وخاصة في مواقع صنع القرار. فهي على إلمام واسع بحجم المخاطر التي تواجه المجتمع والتي تنعكس أكثر عليها في صيغة عنف ظاهر أو مضمر، كطالبة في الجامعة وكتلميذة في المدرسة وكموظفة وعاملة وغير ذلك من المجالات. ولا جدال في أن العنف الذي يمارس في حق المرأة، ما هو إلا نتيجة للنظرة الاجتماعية الدونية تجاهها، ونتيجة تشبث البعض بحصر دورها في المطبخ والسرير لإشباع الغرائز الجنسية واستغلالها في اللوحات الإشهارية، ناهيك عن شيوع المفاهيم الرجعية والتقاليد البائدة والبنية الهرمية الذكورية في المجتمع. ونحن نحتفل اليوم باليوم العالمي للمرأة، نتقدم للمرأة المغربية بأسمى عبارات التقدير والاحترام لما تقوم به من أعمال وخدمات جليلة من أجل البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. خليل البخاري