افتتح الفنان التشكيلي المغربي رشيد فاسح يوم الأحد 07 نونبر الجاري مرسمه الجديد بمنطقة بلفاع القروية وتحديدا بدوار (كحايز) على بعد 40 كلم جنوبأكادير، وذلك في إطار مواصلة بحثه وعمله الفني والتشكيلي في ظروف مناسبة حيث الهدوء والسكينة والقرب من بساطة الحياة القروية، وهي ظروف يقول عنها الفنان رشيد فاسح: "إنها مساعدة نفسيا وجسديا وفنيا، هروبا من صخب الحياة اليومية بأكادير التي لا تساعد على الاشتغال بفعل زحمة وكثرة الالتزامات اليومية في المجالات المهنية والجمعوية".. ويأتي اختيار الفنان فاسح لهذه المنطقة القروية كمبادرة مواطنة من أجل المساهمة من موقعه في فك العزلة الثقافية والفنية التي تشهدها مثل هذه المناطق التي تعرف نقصا متناميا في مجال التنشيط الثقافي والتأطير الفني والجمالي وتكوين الشباب والناشئة في ميدان التربية الفنية.. وغالبا ما تكون هذه البلدات عرضة للتهميش والإقصاء وغياب الدعم للجمعيات والشباب، وفي حاجة ماسة إلى مثل هذه الالتفاتات الرمزية لإثارة انتباه المسؤولين والمنتخبين من أجل وضعها نصب الأعين لتنال حظها من التنمية على جميع الأصعدة.. ولا سيما التنمية الثقافية. ولعل اختيار الفنان رشيد فاسح الاشتغال في مرسم قار بقرية منسية سيساعد على إثارة الانتباه لهذا الفضاء القروي الذي لا يخلو بدوره من أيقونات وعلامات فنية وجمالية يتعين استنطاقها لتأهيلها وتثمينها وإبرازها للجمهور داخل وخارج الجهة.. وهذا هو دور الفنان في نهاية المطاف.. وهذه المبادرة الذاتية للفنان فاسح تندرج ضمن هذا المسعى السوسيو ثقافي العام، وستشكل لا محالة إغناء للرصيد الفني والتشكيلي والثقافي محليا وجهويا ووطنيا من خلال الاشتغال على مواضيع حداثية في تناغم متجذر مع الثقافة والتراث المادي واللامادي الأمازيغي المغربي.. ومعروف عن الفنان التشكيلي المغربي رشيد فاسح انخراطه في الشأن الثقافي والفني المحلي والجهوي، فهو ناشط جمعوي وإطار تربوي مجرب، يشغل إلى جانب ممارسته كفنان تشكيلي سوسي، أستاذا للفنون التشكيلية بمؤسسة التفتح للتربية والتكوين بأكادير لمدة تناهز 26 سنة من التجربة، كما يشغل حاليا رئيس أحد أكبر الإطارات الجمعوية والفنية والبيئية جهويا، فإلى جانب رئاسته لتنسيقية الفنانين بجهة سوس ماسة، فهو كذلك رئيس جمعية مشهورة في مجال البيئة جهويا ووطنيا، ومن شأن هذه الخبرة والتجربة أن تستفيد منها المناطق القروية إلى جانب تكوينه الأكاديمي كمجاز في علم الاجتماع القروي والتنمية. وفي مراكمته للتجربة الإبداعية، فقد شارك الفنان التشكيلي في عدة معرض وطنية ودولية ومشاريع تبادل ثقافي دولي في الفنون التشكيلية والبصرية بكل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وهولاندا وألمانيا.. وله خبرة وتجربة تمتد لأزيد من 32 سنة في تنظيم الأنشطة الفنية والمبادرات الإبداعية بأكادير، ومن شأن اختياره لإقامة محترف ومرسم جديد أن يكون له تأثير إيجابي على ساكنة المنطقة بالجماعة القروية ببلفاع ودوار كحايز والدواوير الأخرى، حيث سينخرط الفنان التشكيلي من خلال تجربته الجمعوية والاحترافية في مبادرات رائدة على المستوى القروي، لتأطير وتكوين شباب المنطقة والأطفال في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية.