احتضنت مدينة الرباط مؤخرا أشغال ورشة عمل في موضوع «الأزمات الصحة.. الحصول على معلومات أكيدة ودقيقة من أجل تواصل أفضل»، لفائدة عدد من الصحفيين ومهنيي الصحة. وكان الهدف من هذه الورشة، التي نظمتها وزارة الصحة على مدى يومين، بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف)، هو الخروج بتوصيات لتحسين التواصل بين مهنيي الصحة والإعلام قصد اعتماد استراتيجية تواصلية فعالة لتنوير وتحسيس الرأي العام إبان الأزمات الصحية. وأوضح رئيس قسم الأمراض المتنقلة بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض التابعة للوزارة، الدكتور عبد الرحمان بن مامون، أن هذه الورشة تشكل مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات، والتباحث بخصوص السبل الكفيلة لتأسيس ثقافة تواصلية تمكن من توفير معلومات دقيقة إبان الأزمات الصحية. وأضاف بن مامون، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في إطار الحرص على مواكبة توجيهات منظمة الصحة العالمية التي تلح على تعزيز التواصل وترشيده ما بين مهنيي الصحة والإعلام بغرض توفير معلومات دقيقة وأكيدة للعموم حول الواقع الوبائي محليا ووطنيا وعالميا، والاستراتيجيات المعتمدة على هذه الأصعدة لمواجهة ومكافحة شتى أنواع العدوى المستجدة منها أو المتكررة، فضلا عن التحسيس بالسلوكيات التي يتعين اعتمادها من قبل العموم في هذه الحالات. ومن هذه الزاوية، أكد بن مامون مدى حساسية المهمة التي تقع على عاتق مهنيي الإعلام ليس فقط في عمليات التحسيس بأنواع العدوى والأمراض ولكن أيضا في بناء تصورات واستراتيجيات المكافحة والتدخل وفي تنفيذها وضمان نجاحها وفاعليتها. من جانبه، انطلق رئيس قسم الاتصال بوزارة الصحة الدكتور عبد الغني الدغيمر، في عرض حول «التواصل في حالة الوباء.. الدروس المستخلصة من جائحة الأنفلونزا (أ-إتش1.إن1)»، من معطيين أساسيين أولهما أن «استشعار الخطر الوبائي ليس واحدا لدى الخبراء والعموم» وثانيهما أن «لا وجود لدرجة الصفر للمخاطر الوبائية». وأوضح أن هذا التفاوت في استشعار الواقع الوبائي، وكذا وجود خطر قائم على الجانب الصحي، هو ما يحتم تنسيق وترشيد الجهود بين مهنيي الصحة والإعلام لإرساء حالة يقظة متواصلة وتدفق سليم لمعلومات دقيقة وأكيدة تخدم الواقع الصحي بعيدا عن التهويل أو الابتسار المخل بشروط الحقيقة. وأكد الدغيمر أن وجود الثقة بين الأفراد والسلطات المعنية يمثل عاملا حاسما في نجاح أي استراتيجية تواصلية إبان الأزمات الصحية، مشددا على ضرورة توخي وسائل الإعلام للدقة والصدقية في الإخطار الأول بوجود أزمة صحية ما، أكثر من البحث عن السبق الصحفي. واستحضر، في هذا السياق كنموذج، حالة جائحة الانفلونزا «أ-إتش1 إن1» سنة 2009، التي عالجها الإعلام الدولي والوطني بالكثير من التهويل، الأمر الذي بث جوا من الهلع لدى العموم، وتسبب في تضارب ردود الفعل في صفوف مهنيي الصحة أنفسهم.