المألوف في السياسات الثقافية لدى البلدان التي تحترم إنسانها وحضارتها وثقافتها، أن تجتهد لتُطوّر آلياتها بما يحسّنُ ويُجوّد عملها، غير أن ما يُفطر القلب في السياسة الثقافية بالمغرب أنها نسخة مطابقة للأصل للسياسة الحكومية عامة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، فهي تجتهد لضرب المكتسبات والعودة إلى الوراء، بتشجيع ثقافة الارتزاق والابتذال وخنق وتهميش الثقافة الفاعلة من خلال جمعياتها وأعمال النشر والبرامج. في هذا السياق، نود أن نقول للسيد وزير الثقافة، يكفيه أن يلتفت إلى ما يجري في دول مجاورة ويعمل به، ونقترح عليه ما تلتزم به فرنسا على سبيل المثال من خلال "المركز الوطني الفرنسي للكتاب" (رابط المركز HYPERLINK "https://centrenationaldulivre.fr/" \t "_blank"https://centrenationaldulivre.fr/) وهو مؤسسة واحدة من مؤسسات وزارة الثقافة الفرنسية، وكيف تتعامل مع المثقف والثقافة من خلال الدعم والتشجيع والاحتضان: عملية الدعم * دعم وتشجيع النشاط الأدبي للكُتَّاب باللغة الوطنية عن طريق مِنح العمل والدراسة، أو القروض، أو اقتناء الكتب أو أي وسيلة أخرى تسمح بمكافأة الكاتب أو تسهيل تطوير عمله الأدبي المكتوب؛ * دعم إعادة إصدار أو نشر الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الوطنية والتأكد من نشرها وتوزيعها نشرا وتوزيعا جيدا؛ * تخصيص معاشات ومساعدات للكتاب الأحياء، أو أزواج وأطفال الكتاب المتوفين والمساهمة في تمويل أعمال ومنظمات التضامن المهني المتصل بالكتاب؛ * العمل على مرافقة ودعم جميع الجهات الفاعلة في الكتب: المؤلفون والمترجمون والناشرون وبائعو الكتب وأمناء المكتبات ومنظمو الأحداث الأدبية؛ * دعم الفاعل الثقافي، وجعله مساهما في تنوع وتأثير الإبداع الأدبي والكتب في العالم؛ * دعم النشاط الأدبي للمؤلفين والمترجمين بتخصيص منح للكتابة والإقامة؛ * دعم نشر الأعمال الأدبية التي نشرها الكاتب على نفقته من خلال المنح والقروض؛ * العمل على المساهمة، من خلال المساعدة لشركات النشر ومكتبات الكتب والإعانات لدعم أو تعزيز الهياكل في قطاع الكتاب، وصيانة شبكات توزيع الكتب وتوسيع دائرة قراءتها. * هذا المركز وحده قام خلال سنة 2019 بدعم 2344 مشروع تخص مجال الكتابة، الترجمة، (…). عملية التشجيع تشجيع جميع أشكال التعبير الأدبي والمساهمة في نشر الأعمال الأدبية بكافة أشكالها؛ التشجيع، من خلال تخصيص منح للمجلات الناشرة للإبداع الأدبي ومناقشة الأفكار؛ تكثيف التبادل الأدبي داخل البلد وخارجه والمساهمة في جميع الإجراءات لتعزيز القراءة والكتابة التي من المرجح أن تسهم في نشر وتأثير الكتب. عملية الاحتضان يوفر المركز لجميع المهنيين والمهتمين بالكتب مراكز دائمة للاجتماعات والحوارات؛ تشجيع ترجمة المصنفات من وإلى اللغة الوطنية، بتبني مشروع الترجمة ومتابعته ودعمه؛ تشجيع المكتبات والمؤسسات الثقافية ومكتبات بيع الكتب على رفع نسب الطلب على الكتب داخل الوطن وخارجه، وخاصة تلك التي يكون لنشرها وتوزيعها أهمية ثقافية أو علمية للثقافة والهوية الوطنية.