لا يخفى على أي شخص في عالم كرة القدم أن كيليان مبابي نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي هو الحلم الذي يسعى نادي ريال مدريد خلفه، حيث يريده النادي الملكي أن يكون الجوهرة التالية في تاجه، ويتوق مسئولو “الميرنغي” بقيادة فلورنتيو بيريز وزين الدين زيدان للحصول على توقيع مبابي. لكن وبحكمة السنوات الطويلة في الإدارة، جاءت صداقة بيريز مع ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان، واحترامه للشيخ تميم بن حمد آل ثاني مالك النادي الفرنسي، لتجعل ريال مدريد يصدر بيانا ينفي أي مفاوضات مع مبابي أو البرازيلي نيمار دا سيلفا، نجمي النادي الباريسي، وهو ما أفسخ المجال لتحسين الأوضاع بين الناديين. ومن المعروف أن مبابي صاحب ال 21 عاما، هو الهدف الكبير للكيان الأبيض، والذي قرر أن يضغط بكل ثقله في الصيف المقبل، والاندفاع من أجل التوقيع من الفرنسي الدولي، لكن جاء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد لتجعل إدارة ريال مدريد تتمهل، ويبدو أن العملية ستتأجل حتى صيف 2021، قبل عام من انتهاء عقده مع النادي الباريسي. باريس سان جيرمان على علم تام بالسيناريو الذي يخطط له ريال مدريد، ويعلم جيدا أن مسؤولي النادي الملكي يثقون في عدم تجديد مبابي لعقده مع النادي الباريسي، مما يؤدي إلى رضوخ باريس سان جيرمان للضغوط ويجلس على طاولة المفاوضات مع ريال مدريد. وحسب تقارير إعلامية، فإن موقف باريس سان جيرمان حاليا راسخ، حيث قرر النادي أن مبابي ليس للبيع، ويفضل ليوناردو المدير الرياضي لباريس سان جيرمان مغادرة اللاعب مجانا في صيف 2022 على قبول عرض من ريال مدريد في صيف 2021 مهما كان المبلغ المدفوع. ليوناردو مصمم على التماسك في “عملية مبابي”، حيث مثلت تصريحاته نقطة لزيادة التوتر الذي بدأ بين الناديين في بداية الموسم الحالي. زيدان كان أول من أشعل فتيل الأزمة، في الخامس من نونبر الماضي، حين قال “اللاعب هو من سيقرر مستقبله وما سيفعله، حاليا هو لاعب في باريس سان جيرمان، لكنه قال دائما إن حلمه هو اللعب في ريال مدريد”، ليوناردو حينها رد فورا وبعد أقل من 24 ساعة على تصريحات زيزو، حيث أظهر غضبه من تصريحات مدرب ريال مدريد، وقال “بصراحة، الأمر مزعج قليلا، هذا ليس الوقت الحديث عن الأحلام، عليه التوقف عن ذلك، مبابي مهم جدا بالنسبة لنا، وهذا ليس الوقت لزعزعة استقرار الفريق، إنه أفضل لاعب فرنسي شاب، بطل العالم، واحد من بين أفضل اللاعبين في العالم، ليس هذا الوقت المناسب لتشتيته، لديه عقد معنا”، وحينها أنهى زيدان الأمر في مؤتمر صحفي آخر حين قال “صرحت فقط بما يريده اللاعب، هذا كل شيء، يمكن لأي شخص أن يقول ما يريد”. وأبدى مسئولو باريس سان جيرمان استيائهم من تلميحات زيدان العلنية، بافتراض أن مبابي سيرتدي قميص ريال مدريد، لكن المدرب الفرنسي لم يتوقف، وعاد في الخامس والعشرين من نونبر الماضي ليرفع حرارة الأجواء، وخاصة قبل مواجهة الفريقين في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث قال “لقد عرفت مبابي لفترة طويلة، أنا بالفعل أحبه، أولًا كشخص، وثانيا كمنافس، ولا يمكنني أن أخبركم بالمزيد”. وفي تلك المرة، تولى الألماني توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان مهمة الرد على زيزو، حيث قال “أنا لا أعرف مقدار الحب الذي يكنه زيدان لمبابي، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تحب لاعبين لا يمكنك الحصول عليهم»، وبعدها بيومين ظهر ليوناردو في المشهد من جديد حين قال «مبابي باق معنا بنسبة 100%”. على الجانب الآخر، ساهم مبابي نفسه في زيادة توتر الأجواء بين ريال مدريدوباريس سان جيرمان، مع رسالته الخاصة التي أرسلها إلى زيدان في 20 يناير، وقال فيها “لقد كان أول من اتخذه مثلا أعلى لي”، كما أظهر اللاعب عدم رضاه عن الدور الذي يلعبه في باريس سان جيرمان، كما أن تواصله الدائم مع البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم النادي الملكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن خافيا. ولم يخف مبابي غضبه من باريس سان جيرمان على أرض الملعب، حيث أظهر أكثر من مرة عدم رضاه عن قرارات توخيل الفنية بإخراجه من الملعب، وهذا ساعد على زيادة اشتعال الأزمة، وجاء الاحتكاك الأكثر إثارة للجدل في الأول من فبراير الماضي، خلال مباراة النادي الباريسي أمام مونبيلييه، حيث أظهر مبابي استياءه من قرار مدرب باستبداله في المباراة التي كانت قد انتهت بالفعل بعد تقدم باريس سان جيرمان بنتيجة 5-0، وهي الحالة التي تكررت عدة مرات خلال الموسم الحالي.