ضرورة أن تكون الإجراءات الوقائية وإجراءات العزل أكثر صرامة واحتراما داخل البيوت أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 41 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد حتى الثامنة صباحا من يوم أمس الأحد، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بالمملكة إلى 960 حالة. وأضافت الوزارة، على بوابتها الرسمية الخاصة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، أن عدد الحالات المستبعدة بعد تحليل مخبري سلبي بلغ 3532 حالة. وارتفع عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من المرض إلى 69 حالة، بعد تماثل ثلاث حالات جديدة للشفاء، فيما وصل عدد حالات الوفاة إلى 66 حالة. ولا زالت جهة الدارالبيضاء في صدارة ترتيب الجهات من حيث عدد حالات الإصابة بالفيرس، ب “265 حالة”، متبوعة بجهات الرباط-سلا- القنيطرة “176 حالة”، ومراكش- آسفي “168 حالة”، وفاس-مكناس “131 حالة”، وطنجة تطوانالحسيمة “75 حالة”، والجهة الشرقية “54 حالة”، ودرعة تافيلالت “41 حالة”، وبني ملال خنيفرة “26 حالة”، وسوس ماسة “19 حالة”، والعيون-الساقية الحمراء “4 حالات”، وجهة كلميم واد نون “حالة واحدة”، فيما لم تسجل أية حالة بجهة الداخلة- واد الذهب. هذا وكان مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة محمد اليوبي، قد شدد مساء أول أمس السبت في تصريحه للصحافة، على ضرورة أن تكون الإجراءات الوقائية وإجراءات العزل أكثر صرامة واحتراما داخل البيوت، وأن يكون الأشخاص الذين يغادرون أماكن سكناهم للضرورات القصوى، أكثر تقيدا بهذه التدابير الاحترازية، وذلك من أجل تفادي انتشار الوباء في الوسط العائلي، معبرا في نفس الوقت عن تحسره لظهور عدة بؤر لفيروس كورونا داخل الوسط العائلي، حيث تم تسجيل عدد من حالات الإصابة لأشخاص من نفس العائلة. وفي ما يخص التوزيع الجغرافي للحالات المؤكدة حسب المدن، فأوضح اليوبي أن مدينة الدارالبيضاء لا زالت في المقدمة متبوعة بكل من مراكشوالرباطومكناس وفاس. وسجل أنه على مستوى الجنس، لم يقع تغيير، حيث 53 في المائة من الحالات المؤكدة تهم الذكور و47 في المائة للإناث، مشيرا، أيضا، إلى أن معدل العمر بالنسبة للحالات المؤكدة يبقى في حدود 52 سنة ويتأرجح ما بين شهرين و96 سنة. وعلى صعيد الحالة السريرية عند التكفل بالحالات، لاحظ المتحدث أن 15 في المائة من الحالات المسجلة إلى حدود الآن لم تكن لديها علامات المرض، في حين أن 71 في المائة كانت حالتها الصحية بسيطة و14 في المائة كانت حالتها الصحية متقدمة أو حرجة. وفي ما يهم النسب المائوية للحالات الوافدة مقابل الحالات المسجلة محليا، فأشار اليوبي إلى أن الحالات المسجلة محليا بلغت نسبتها 80 في المائة فيما 20 في المائة حالات وافدة. وتابع أن هذه الحالات المحلية تم اكتشافها خصوصا أثناء عمليات التتبع الصحي للمخالطين والتحري الوبائي، والتي همت لحد مساء نفس اليوم، 779 مخالطا منهم 3119 لازالوا تحت المتابعة الطبية، وهي العملية التي مكنت من اكتشاف 130 حالة مؤكدة. من جهة أخرى، أفاد محمد أمين برحو، الأستاذ الجامعي في علم الأوبئة بكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، خلال اللقاء التفاعلي الخامس الذي بثته وزارة الصحة، يوم الجمعة الماضي، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأنه ليس ثمة تفش واسع للمرض في المغرب إلى حد الآن، مشددا على ضرورة الاستمرار في الإجراءات الوقائية قصد تلافي التطور العكسي للوباء، وكذا التهيؤ لمرحلة رفع الحجر الصحي بشكل تدريجي ومعقلن بناء على معطيات ميدانية. وأضاف الدكتور برحو أن المملكة قامت بخطوات استباقية منذ ظهور المرض في الصين، مرورا بتسجيل حالات وافدة من الخارج بالمملكة، ووصولا إلى اعتماد تدابير التباعد الاجتماعية وحالة الطوارئ الصحية، موضحا أن تباطؤ سرعة انتشار الفيروس خلال الأيام القليلة الماضية “مؤشر جيد” على نجاعة التدابير التي تم اتخاذها. وفي استعراضه لوسائل الحد من انتشار الوباء، أشار برحو إلى إنها تتمثل أساسا، في تعزيز المناعة الفردية، أو المناعة الجماعية، أو من خلال العلاج الفعال، أو اللقاح، مبرزا أن فيروس كورونا المستجد حديث الظهور ولا تسعنا محاصرته إلا من خلال التدابير الوقائية، الفردية منها والجماعية، والتي تظل رغم بساطتها فعالة جدا في الحد من انتشار المرض. ودعا برحو المواطنين إلى التأكد من المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد من خلال المصادر الموثوقة التي تضعها وزارة الصحة بين أيديهم، وعدم الالتفات إلى الشائعات المتداولة في هذا الصدد، سواء تلك المتعلقة بالعلاجات أو بأسباب المرض وطرق انتقاله. هذا، وقد أسفر الوباء عن وفاة أكثر من 63 ألف شخص في العالم، وإصابة 1.16 مليون شخص، في 190 بلدا ومنطقة، وذلك حتى حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس السبت، حسب أرقام رسمية استنادا لوكالة فرانس بريس. وتبقى أوروبا هي القارة الأكثر تضررا وسجلت فيها أكثر من 45 ألف وفاة، فيما العدد الأكبر من الوفيات سجل في إيطاليا “15 ألفا و362 شخصا”، واسبانيا “11 ألفا و744 شخصا”. أما عدد الوفيات في فرنسا فقد بلغ 7560 شخصا، بينما سجلت بريطانيا رقما قياسيا جديدا يتمثل في وفاة 708 أشخاص في يوم واحد بينهم طفل في الخامسة من العمر، وهو أصغر ضحية للمرض في هذا البلد، حيث بلغ العدد الإجمالي للوفيات 4313 شخصا .