يواصل فيروس “كورونا” الذي ظهر في مدينة “ووهان” الصينية، إثارة الرعب عبر العالم، وذلك على إثر تمدده المتواصل بعدد من الدول، كان آخر إيطالياوإيرانوروسياوسنغافورة. وهكذا، أعلنت إيران أمس الأحد عن وفاة ثلاثة مرضى جراء فيروس كورونا المستجد من بين 15 شخصا ثبتت إصابتهم بالفيروس مؤخرا، حيث ارتفع بذلك عدد الوفيات جراء الفيروس بإيران إلى 8 أشخاص من أصل 43 شخصا مصابا، وهو ما يجعل منها الدولة التي سجل فيها أكبر عدد وفيات جراء الوباء بعد الصين حتى اليوم، الشيء الذي دفع السلطات الإيرانية إلى إغلاق المدارس والجامعات في مدينتي قم واراك القريبة اللتين سجلت بهما إصابات بفيروس كورونا المستجد، وذلك بدء من أمس الأحد. وفي إيطاليا أعلنت السلطات المحلية، أمس الأحد، عن إغلاق 11 بلدة معظمها في منطقة لومبارديا، التي تعتبر بؤرا لفيروس كورونا المستجد، وعن منع الدخول والخروج منها إلا بتصاريح خاصة، بعد اكتشاف 79 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد. وأصدرت الحكومة الإيطالية، صباح أمس، مرسوم طوارئ ينص على إقامة نقاط التفتيش حول البلدات التي تفشى فيها الفيروس لمنع السكان من المغادرة، وإنشاء ممرات “معقمة” للسماح بدخول الأغذية والأدوية، بما يضمن توفير المواد الأساسية للمواطنين . وأوضحت وكالة الأنباء (أنسا) في ظل توقعات بأن يزداد الوضع سوءً في الساعات القادمة، تم التشديد على الالتزام بأهداف هذه خطة من أجل الحد من انتقال الفيروس. وتم بموجب الموسوم إغلاق شركات ومدارس وملاعب رياضية في تلك المناطق وإلغاء الأنشطة العامة (من مهرجانات ومسابقات رياضية ورحلات مدرسية وغيرها). كما تنص أيضا على تدخل الجيش لمنع أعمال أعنف. وبحسب (أنسا) فإن مدينة كودونيو على بعد 60 كيلومترا من ميلانو هي البؤرة الأساسية لفيروس كورونا. وتأتي هذه التدابير بعد إصابات العشرات ووفاة إيطاليين اثنين أول أمس السبت والجمعة الماضية جراء الإصابة بالفيروس. وعلى مستوى روسيا، أعلنت الهيئة الفيدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك “روس بوتريب نادزور”، أمس الأحد، أن حوالي 11 ألف شخص وصلوا إلى روسيا قادمين من جمهورية الصين الشعبية لا يزالون تحت المراقبة الطبية للحيلولة دون تعرضهم لمضاعفات جراء انتشار فيروس “كورونا” المستجد. وأوضح المصدر ذاته أنه منذ الأول من فبراير 2020، تم تخصيص محطة منفصلة في بمطار شيريميتيفو الدولي بموسكو تحث إشراف “روس بوتريب نادزور”، وهي المحطة الجوية الوحيدة في البلاد التي تستقبل الرحلات الجوية من الصين، حيث يتم إجراء فحوص مختبرية لجميع القادمين من الصين، واستجوابهم ونقلهم تحت إشراف طبي إلى مكان الإقامة. وحتى 23 فبراير الجاري، كان هناك ما لا يقل عن 10 آلاف 825 شخصا. وأشار المصدر، إلى أن جميع مراكز المراقبة الصحية من الأوبئة، التي تشرف عليها الهيئة الفيدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك في الكيانات المكونة للاتحاد الروسي، مجهزة بأنظمة اختبار تشخيصية للكشف عن فيروس “كورونا” المستجد. واعتبارا من 23 فبراير 2020، تم إجراء ما مجموعه 25 ألف فحص مختبري و60 دراسة مختبرية من قبل المراكز الصحية الخاصة بعلم الأوبئة في الكيانات المكونة للاتحاد الروسي حول وجود فيروس “كورونا” المستجد خاص بالأشخاص القادمين الصين. وفي سنغافورة، أعلنت وزارة الصحة في سنغافورة، أمس الأحد، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 89 حالة، وذلك بعد تسجيل ثلاث حالات جديدة. وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن إحدى الحالات الجديدة هي لمواطن سنغافوري يبلغ من العمر 32 عاما تم إجلاؤه من مدينة ووهان الصينية في 9 فبراير الجاري مع مجموعة أخرى من المواطنين السنغافوريين. وأشارت الوزارة إلى أن الحالتين الأخريين هما مواطنة سنغافورية تبلغ من العمر 30 عاما، وشخص آخر مقيم في سنغافورة بشكل دائم ويبلغ من العمر 41 عاما، ولم يكن لكلاهما أي تاريخ سفر حديث إلى الصين.