* سيف الإسلام: سنقاتل ونموت في ليبيا * عبد الجليل: القذافي سيدمر البلاد صرح سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي أن النظام الليبي «لن يستسلم أبدا» للثوار، وقال في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز» وتلفزيون بي بي سي «هذه بلادنا، ونحن لن نستسلم ابدا ابدا، هذه بلادنا، ونحن نقاتل هنا في ليبيا وسنموت هنا في ليبيا». وأضاف أن «الشعب الليبي لن يرحّب مطلقا بالحلف الأطلسي، وكذلك لن يرحب ابدًا بالأميركيين». كما رفض سيف الإسلام اعتراف فرنسا بالمعارضة الليبية بوصفها الممثل الشرعي للشعب الليبي. وقال «يجب على الفرنسيين أو الأوروبيين التحدث مع الشعب الليبي.. إذا أرادوا أن يدعموا المليشيات، فليكن. ولكن أقول لكم الآن: ستخسرون، ونحن سننتصر». وأوضح «نحن لسنا خائفين من الأسطول الأميركي، أو من حلف الأطلسي أو من فرنسا أو أوروبا. هذه بلادنا. نحن نعيش هنا وسنموت هنا. ولن نستسلم ابدا ابدا لهؤلاء الارهابيين». وتابع ان «الامة الليبية متحدة الان. نحن اقوياء للغاية». وأكد سيف الإسلام كذلك على أن نظام القذافي سيفرج عن الجنود الهولنديين الثلاثة الذين تم اعتقالهم في ليبيا في نهاية فبراير، إلا انه قال إن النظام سيحتفظ بمروحيتهم، مضيفا «سنسلم الجنود الهولنديين للمالطيين واليونان»، مشيرا «لقد قلنا لهم أن لا يعودوا إلى هنا مرة أخرى من دون تصريح». وكان سيف الاسلام قال في مؤتمر صحافي عقده في ليبيا إن القوات الموالية للنظام ستنتصر على الثوار وستحرر المناطق التي يسيطرون عليها في شرق البلاد معلنا «سنحررها منتصرين». وصرح من جهة أخرى ان بلاده لم تعد ترغب بعضوية الجامعة العربية التي علقت مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجًا على استخدامها العنف ضد المتظاهرين. وقال سيف الاسلام للصحافيين في طرابلس «العرب والجامعة العربية لم نعد نريدهم». وأضاف «نحن لا نريد عمالة عربية، سناتي بعمالة بنغالية وهندية». وكان مجلس الجامعة العربية دعا في ختام اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين في 22 فبراير في القاهرة إلى تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجًا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين، وأوصى وزراء الخارجية العرب بدراسة تعليق عضويتها في الجامعة العربية. من جهته، أكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الخميس على «عدم شرعية» النظام الليبي وعلى ضرورة «إجراء اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي» الذي أقامه الثوار. إزاء التصعيد وجه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي أقامه الثوار، والذي أعلنت ليبيا عن مكافاة لقاء القبض عليه، نداء إلى الأسرة الدولية، مؤكدا أن القذافي «سيدمر» البلاد وطالب بفرض حظر جوي لوقف الغارات. وفر الثوار بعد الظهر من راس لانوف المعقل، الأكثر تقدمًا في الشرق (650 كلم من العاصمة) تحت وابل من الصواريخ والقذائف. وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 35 بجروح، بحسب مصدر طبي. ورأى مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ان القوات الموالية للقذافي الأفضل تجهيزا من الثوار استعادت المبادرة على ما يبدو، ولا سيما بفضل قواتها الجوية «المهمة». وصرح الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن «إذا برزت حاجة واضحة، وإذا تم تخويلنا بشكل واضح وحصلنا على تأييد إقليمي قوي، فإننا مستعدون للمساعدة». واعتبرت السلطات البريطانية أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يشكل «محاورا صالحا». وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها ستلتقي المعارضة الليبية خلال زيارة إلى مصر وتونس الأسبوع المقبل. وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق أنها تجري «اتصالات مباشرة» مع شخصيات من المعارضة الليبية، بينهم أعضاء في المجلس الوطني الانتقالي. وأعلن الكرملين الخميس فرض حظر على بيع الأسلحة إلى ليبيا، وهو إجراء يندرج في إطار العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة على نظام القذافي، والتي تؤيدها روسيا. إلا إن دبلوماسيين أفادوا أن مجلس الأمن الدولي سينتظر نتائج اجتماعات للجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، قبل أن يصوّت على قرار بفرض حظر جوي فوق ليبيا، مشيرين أيضا إلى وجود خلافات حول الموضوع. من جهة أخرى، أعلن مصدر قريب من الملف أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيقترح على شركائه في الاتحاد الأوروبي شنّ «ضربات جوية محددة الأهداف» في ليبيا والتشويش على أنظمة البث لقيادة قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي. وفي رأس لانوف التي سيطر عليها الثوار الجمعة، استهدف القصف مواقع في غرب المدينة قبل أن ينتقل تدريجيا إلى مشارف ثم إلى وسط المدينة وشرقها. وسقطت أربعة صواريخ على الأقل بالقرب من مسجد ومستشفى أخلاه الأطباء والمرضى على متن سيارات الإسعاف أو سيرا على الإقدام. وفرّ الثوار المنهكون من المعارك على متن عشرات العربات، واقر احدهم «لقد هزمنا. أنهم يقصفون بالقذائف ونحن نفر. هذا معناه أنهم يستعيدون راس لانوف». جاء هذا الهجوم المركز غداة غارة أولى شنّتها قوات القذافي على مصفاة للنفط في سدرة. وباتت الزاوية (40 كلم عن غرب طرابلس) تحت سيطرة قوات القذافي اثر معارك عنيفة، بحسب شهود. وكانت المدينة، التي تضم ابرز محطة لتكرير النفط تغذي العاصمة وغرب البلاد، اقرب معقل للمعارضة من العاصمة. في المقابل، لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة (150 كلم عن شرق طرابلس). وأشار السكان إلى أن العديد من مدن شمال غرب البلاد في منطقة جبل الغربي لا تزال تحت سيطرة الثوار. وصرح جاكوب كيلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس انه يستعد «للاسوأ» في ليبيا، مشيرا إلى احتمال وقوع «حرب أهلية»، في الوقت الذي أدت فيه معارك عنيفة إلى وقوع مئات القتلى ونزوح قرابة مئتي ألف شخص. ورحّب متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتراف فرنسا بالمجلس «ممثلا شرعيا» للشعب الليبي، ودعا حكومات العالم إلى أن «تحذو حذوها». وقال عصام الغرياني «نرحب ونثمن خطوة الحكومة الفرنسية، ونتوقع إن تحذو حكومات أخرى حذوها». إلا أن قرار فرنسا اثار في المقابل ردود فعل «متحفظة وحتى سلبية» من قبل العديد من وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل للتباحث في الأزمة في ليبيا، حسبما أعلن الوزير البلجيكي ستيفن فاناكيري، اثر الاجتماع. وأعلن النظام الليبي من جهته انه «سيفكر» في قطع علاقاته مع فرنسا. وفي طرابلس، لا يزال القذافي متمسكا بالسلطة رغم قيام الاتحاد الأوروبي بتعزيز عقوباته (التي تشمل خمس هيئات مالية من ضمنها المصرف المركزي وصندوق سيادي) ورغم إحالة مجلس الأمن الدولي الملف الليبي أمام مدعي المحكمة الجنائية الدولية. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز من جهتها انه يمتلك «عشرات مليارات» الدولارات نقدًا في طرابلس، الأمر الذي يتيح له مواجهة الثوار رغم تجميد الأرصدة الليبية دولياً. كما أظهرت وثيقة دبلوماسية أميركية سرّبها موقع ويكيل يكس ونشرتها الخميس صحيفة افتنبوستن النرويجية أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمّر القذافي كان يستحوذ على عائدات نفطية في حقل تشترك في ملكيته مجموعة توتال الفرنسية.