تم مساء السبت الماضي بسيدي بنور توقيع رواية «أفول الليل» لصاحبها الطاهر المحفوظي، وذلك في إطار حفل نظمه الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تحت شعار «الإبداع في خدمة حقوق الإنسان». وأبرز كاتب الرواية، على هامش الحفل الذي احتضنته لهذا الغرض قاعة المركز الثقافي بالمدينة، أن عمله الذي يقع في 250 صفحة من الحجم المتوسط، يندرج في إطار التأريخ لمرحلة صعبة من حياته، قضاها رفقة مجموعة من الشباب ببعض السجون المغربية، خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي. وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن روايته بقدر ما هي ترجمة لمعاناة هؤلاء الشباب الذين لم تكن أعمارهم في تلك الفترة تتجاوز سن العشرين، هي في نفس الوقت محاولة لعرض آمالهم وطموحاتهم من أجل بناء وطن منفتح ديمقراطي وحداثي. ومن جهته أكد الروائي والناقد الأدبي الحبيب الدايم ربي، الذي قام بتنشيط هذا الحفل، إنه فضلا عن كون رواية «أفول الليل» تصنف ضمن ما يعرف حاليا بأدب السجون، فهي في ذات الوقت تعتبر تفريعا من الأدب السردي الذي ظهر إبان فترة الإنصاف والمصالحة التي ميزت المغرب خلال السنوات الأخيرة. وأوضح في تصريح مماثل أن هذا النموذج من الكتابة الأدبية التي أبدع فيها كتاب مغاربة قضوا فترة من أعمارهم داخل السجون، يعكس الرغبة في خلق حوار حضاري من أجل إذكاء روح الانخراط الفعلي في بناء الغد. وأضاف أن كتابات أدب السجون بالمغرب انتقلت بفضل تراكمها من هاجس الحكي عن الظروف الصعبة التي مر منها أصحابها خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، إلى بسط نموذج جديد من الإبداع الأدبي المتميز، في هذا المجال.