أعطى المدرب عبد الرحيم طاليب الذي يتوفر على خبرة بالبطولة الاحترافية، إضافة لفريق إتحاد طنجة، حيث تمكن من تحقيق ما عجز عنه من سبقه من المدربين وخاصة التونسي أحمد العجلاني الذي فاز في مباراة واحدة فقط رفقة فارس البوغاز . ويعتبر طاليب من المدربين الحاصلين ل على شهادة التدريب من الدرجة الثالثة من كلير فونتين بفرنسا، ودبلوم الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، مؤطر ومكون في اللياقة البدنية تخصص كرة القدم. وخاض الإطار الوطني العديد من التجارب رفقة فرق وطنية (المغرب الفاسي، والوداد الفاسي، والنادي المكناسي، والمغرب التطواني، ونهضة بركان، والدفاع الجديدي) وأخرى أجنبية (الشباب القطري، والفجيرة الإماراتي والشباب السعودي)، ويظل سجل طاليب خال من الألقاب،اللهم فوزه كمساعد مدرب رفقة الوداد بدرع البطولة في سنة 2000. وكان التعاقد مع المدرب عبد الرحيم طاليب طوق نجاة بالنسبة للمكتب المسير، حيث أحدث تغييرات جذرية ساهمت في استعادة النادي توازنه في البطولة الوطنية الاحترافية وجعلته يعود لواجهة المنافسة على المراكز الأولى، بعدما كان إلى وقت قريب ضمن كوكبة المؤخرة. التحاق الإطار الوطني طاليب بفريق إتحاد طنجة جاء في ظرفية خاصة، ورافقه الكثير من اللغط والقيل والقال عن طريقة التعاقد، وعن هذه الأجواء والمتغيرات وأهدافه مع الفريق، وأشياء أخرى حاورته “بيان “اليوم ، وفيما يلي نص الحوار: بداية حدثنا عن حالتك الصحية؟ أولا أشكر كل من تضامن معي في شأن وضعيتي الصحية، وأطمئن كل الأصدقاء والمتتبعين الرياضيين، بكون حالتي في تحسن ملحوظ، وذلك راجع بالأساس بعد الله سبحانه وتعالى إلى مسؤولي نادي إتحاد طنجة وخاصة الطاقم الطبي الذي أحاطني بعناية فائقة، حيث ساعدوني على إجراء حصص الترويض ببيتي، ولذلك فأنا أحس بأني بين أحضان عائلتي . كيف جاء التحاقكم بفريق إتحاد طنجة؟ حين انفصلت عن فريق الدفاع الحسني الجديدي لأسباب صحية، سافرت إلى بلجيكا لإجراء عملية جراحية على الركبة، وأنا في مصحة ببروكسيل، اتصل بي رئيس فريق إتحاد طنجة عبد الحكيم أبرشان، ففاتحني في موضوع الالتحاق بالإدارة التقنية لفارس البوغاز كمشرف عام، وبالطبع رحبت بالفكرة، ولما عدت للمغرب وبعد حصص الترويض أحسست بالتحسن، فقررت الالتحاق بالنادي ومجالسة الرئيس، وبعد مفاوضات، أنيطت بي مهمة الإشراف العام على النادي . نفهم من كلامكم أنكم لستم المدرب الرسمي للفريق؟ بالعكس، على أرضية التداريب فأنا المدرب الرسمي، إلا أن عملي لا يقتصر فقط على تدريب الفريق الأول، بل أيضا تكوين مدربي الفرق السنية، ومتابعة عمل الأطر التقنية بمدرسة إتحاد طنجة، وكما أكدت في السابق، مهمتي مشرف عام على الفئات السنية، أزود الفرق ببرنامج عمل أكاديمي يساير متطلبات التكوين، ثم أشرف على الانتدابات، وأرسم خطة النهج التكتيكي للفريق، ومعي رجال يعملون بكل جدية، وعلى العموم هناك أناس أوفياء يحبون الفريق . هل نفهم من تواجدكم ضمن الطاقم الفني، أنك ستكون المدرب الرسمي للفريق الموسم المقبل؟ صحيح أنا الآن هو المدرب الفعلي للفريق أشرف على حصص التدريب، أطور مهارات بعض اللاعبين الشباب التقنية والبدنية، وما يجب أن يعرفه المتتبع الرياضي هو أني لا أتحايل على القانون ما دمت أتابع مباريات الفريق من المدرجات، وعقدي مع الفريق يمتد لثلاث سنوات، يتضمن الإشراف الإداري لسنة والسنتين القادمتين كمدرب رسمي للفريق . ما هي عقدة أهدافكم مع الفريق الطنجاوي؟ لعل أبرز الأهداف المسطرة هو تكوين فريق قوي للمستقبل وضمان البقاء ضمن فرق الصفوة، وإرجاع الفريق لسابق عهده، على أن يدخل الفريق غمار المنافسة على درع البطولة الموسمين القادمين، لأن فريق إتحاد طنجة بقاعدته الجماهيرية، إدارته الاحترافية غير مسموح له أن لا يلعب على الألقاب، وهو أهل لذلك ما دام يتوفر على لاعبين ذوي كفاءات عالية، وبنية تحتية متطورة، تضم ملاعب للتداريب ذات عشب جيد، كما أن المكتب في علاقته باللاعبين ينهج سياسة التحفيز المالي، من أجل تحقيق أطيب النتائج . هل أنتم مقتنعون بالتركيبة البشرية الحالية؟ أنا جد مرتاح ومقتنع بالعناصر المتواجدة، خاصة بعد تطعيم الفريق بلاعبين مجربين في الميركاتو الأخير، من قبيل هداف الدوري الكونغولي موكوكو، والغابوني مزانبي ولاعب الارتكاز الودادي السابق رشيد حسني، وأظن أن أداء التركيبة البشرية في تحسن ملموس، وأحسن دليل هو ثلاث انتصارات في ثلاث مباريات وضد فرق كبرى بالبطولة الاحترافية . قلتم في تصريح صحفي سابق “لن يحمل قميص إتحاد طنجة إلا من يستحقه”، هل لك أن توضح أكثر؟ بالفعل، هذه هي سياستي منذ كنت مدربا للدفاع الجديدي وأنا أؤكد أن الأحقية للعنصر الجاهز، ولا أعترف بالرسمية، بل من يثبت جديته في التداريب يكون الأجدر بحمل قميص الفريق في المباريات، لأن الانضباط والعمل الجاد والأخلاق العالية هي الكفيلة للاعب بأن يدافع عن ألوان فريقه. حققتم نتائج جيدة منذ التحاقكم بالفريق، ما وصفتكم السحرية؟ لا، الأمر لا يتعلق بوصفة سحرية، لكن هناك عمل جاد من طرف جميع المكونات كل من جانبه، زد على ذلك التسوية المادية للاعبين في وقتها، إضافة إلى حوافز مادية أخرى، وجمهور يحب فريقه يقدم الدعم والمساندة، ومئات الجماهير تحضر حصص التداريب، وهو مكسب كبير لأنه لا نتائج بدون جمهور. على ذكر الجمهور، ألا يشكل لكم ذلك ضغطا؟ المدرب الناجح هو الذي يتعايش مع ضغط الجمهور، وإذا لم يكن هناك ضغط لن يكون هناك عمل مثمر، وأنا ممثن للجماهير الطنجاوية التي تقدم لنا الدعم، وهذه القاعدة الجماهيرية لو توفرت للفريق الجديدي، لما فزنا على الأقل بلقب بطولة الموسم ما قبل الماضي، حين حل الفريق وصيفا . على ذكر الفريق الجديدي، ما هي أحلى الذكريات معه؟ أعتقد أن أحسن ذكرى تظل عالقة بذهني هي قيادة فريق الدفاع الحسني الجديدي للعودة للقسم الأول سنة 2004، وبعد ذلك نجح الفريق الدكالي في فرض اسمه في البطولة الاحترافية، وإستطاع تحقيق نتائج جيدة، بل أحرج أقوى الأندية المغربية في النسختين السابقتين من البطولة، وكاد أن يتوج بطلا في الموسم الكروي 2015/2016 لولا سوء الحظ في بعض المباريات التي كانت حاسمة، ثم غياب الدعم الجماهيري، أضف إلى ذلك أن الفريق الجديدي وصل المباراة النهائية في مسابقة كأس العرش وخسرها بالضربات الترجيحية أمام الرجاء البيضاوي، وعلى المستوى القاري حقق الفريق إنجازا تاريخيا تمثل في التأهل لدور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية لأول مرة في تاريخه، بل أخرج إحدى عمالقة الكرة الإفريقية من المنافسة الأمر يتعلق بثاني أقوى فريق بالدوري الكونغولي (فيتاكلوب) ، ولا يمكنني إلا أن أكون سعيدا بعد هذه النتائج كلها، صحيح أنني لم أفز بأي لقب مع الفريق، لكنني تركت مجموعة قوية ومتجانسة . منذ انفصالكم عن الفريق الدكالي، وهو يحصد النتيجة السلبية تلوى الأخرى، ماذا تغير في نظرك؟ أكيد أن منظومة اللعب قد تغيرت، فلكل مدرب طريقته وفلسفته، الكل يعلم أنني تركت الفريق في الرتبة الثانية بمجموع 10 نقط من أصل 5 مباريات، وهي محصلة جيدة، بمعدل نقطتين عن كل مباراة مع مباراتين مؤجلتين، وأظن أن الفريق مع المدرب الجديد لازال لم يأخذ المسار الصحيح، ولكن لا خوف على الفريق فهو قادر بالرجوع إلى سكة الانتصارات في أية لحظة، رغم أن المنافسة ستحتدم، وسيصبح الصراع على أشده، إما من أجل كسب النقاط للهروب من المنطقة المكهربة أو للمنافسة على المراكز الأولى . كيف ترى حظوظ المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا بمصر؟ لا شك أن المنتخب المغربي أضحى من المنتخبات القوية إفريقيا ،وبات يضرب له ألف حساب، سيما وأنه استطاع أن يكسر عقدة منتخبي الكوت ديفوار والكاميرون في وقت تراجع فيه أداء عمالقة القارة الإفريقية.. وهو عمل يحسب للناخب الوطني هيرفي رونار الذي استطاع بحنكته أن يكون منتخبا قويا ومتجانسا، وبات اللاعبون يقدمون عروضا جيدة، وأضحت للمنتخب تلك الكاريزما بفعل اللعب الرجولي والتفاني في الدفاع عن القميص الوطني وأظن أن الفريق الوطني مرشح فوق العادة للذهاب بعيدا في المنافسة، لما لا التتوبج باللقب، خاصة وأن الشعب المصري الشقيق سيكون بجانب عناصر المنتخب المغربي . وما الذي تغير في المنتخب المغربي؟ كما أسلفت أضحت للمنتخب المغربي قوة الشخصية، وتماسك الخطوط، زد على ذلك قيمة لاعبي الفريق الوطني والاستماتة في الدفاع عن الراية المغربية، والآن كل الظروف مواتية للظفر بالنسخة القادمة. رسالة أخيرة؟ أشكر الإخوة في الجديدة على حسن المعاملة طيلة مقامي هناك، ومكونات إتحاد طنجة على العناية الفائقة والوقوف بجانبي في محنتي الصحية، وأشد على يدي الجماهير الغيورة والمتيمة بحب الفريق على المساندة اللامشروطة، وأتمنى أن يسر إتحاد طنجة على سكة النجاح لإسعادها.